في خطوةٍ وُصفت بأنها “مفصلية في مسار العدالة الانتقالية” أعلن الدكتور مظهر الويس، ممثل أمانة العدالة عن إطلاق وثائقي مرتقب بعنوان “محاكم الموت”، يكشف عن الدور المحوري لوزارة العدل في حفظ وأرشفة وتحليل آلاف الوثائق السرية التي توثق جرائم “محاكم الميدان والإرهاب” في عهد النظام البائد.
جاء الإعلان، عبر منشور للدكتور الويس على منصة X، حيث أكد أن هذا الوثائقي الذي أنتجته مديرية الإعلام بوزارة العدل هو “خطوة أولى ضمن سلسلة وثائقية” تهدف إلى توفير “نافذة شفافة” للمواطنين للاطلاع على حجم العمل الوطني الدقيق الذي يقوم به فريق مختص من القضاة والخبراء.
يركز الوثائقي على الكشف عن الإنتهاكات الجسيمة بما فيها أحكام الإعدام غير القانونية وحالات الوفاة تحت التعذيب التي تمت في ما عرف بـ”محاكم الميدان”.
وتتضمن الوثائق التي تم حفظها وتحليلها أوامر إعدام وتنفيذ أحكام بحق معتقلين دون محاكمة عادلة وتوثق مخالفات جسيمة للإجراءات القضائية والقانونية.
وشدد الدكتور الويس، في منشوره على التزام الوزارة بالعمل “بلا كلل للوصول إلى الحقيقة الكاملة وحفظ حقوق الضحايا، وتحديد المسؤوليات ومحاسبة كل من انتهك حق السوري في الحياة والكرامة، وفق قانون واضح ومعايير عدالة لا مساومة فيها”.
وأكد أن القضية التي تحملها الوزارة هي “قضية إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون قانونية”، موجهة رسالة طمأنة إلى عائلات الضحايا والمفقودين.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن وزارة العدل تعمل بالتعاون مع هيئة المفقودين على بناء آليات عملية للتواصل المباشر مع العائلات، وإطلاعهم على كل ما يستجد بمنهجية تراعي مشاعرهم وتحترم آلامهم.
وفي رسالة حازمة، وجه الدكتور الويس تحذيراً لأولئك الذين “يحاولون الاستثمار في هذه الآلام، أو استغلال قضايا الضحايا لأغراض سياسية أو شخصية”، مؤكداً أن هذا الملف “محصن عن العبث ومصان عن التوظيف ولا يدار إلا من منطلق العدالة والإنصاف”.
واعتبر أن قضية المفقودين والمعتقلين هي “أمانة وطنية كبرى، لن نسمح لأحد أن يزايد عليها أو يسيء إلى قدسيتها”.
واختتم الدكتور الويس منشوره بالتأكيد على أن “المسار واضح، والحق لا يسقط بالتقادم”، وأن العمل سيستمر حتى “تتجلى الحقيقة كاملة، ويأخذ كل ذي حق حقه، وتستعيد سوريا وجهها الذي تستحقه: دولة عادلة تحمي أبناءها وتحفظ حقوقهم.”
سيمثل وثائقي “محاكم الموت” نقطة تحول في التعامل الرسمي مع ملفات الانتهاكات التاريخية، ويضع الأساس لعملية محاسبة شاملة تستند إلى الأدلة والوثائق التي تم حفظها بعناية.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير