كتبت له حبيبته ..
ـ أتعلم أيها الساكن قلبي و روحي حين التقينا و لأول مرة كانت الشمس تودع الدنيا بحمرة الخجل ، و كان الشوق و الحب يسبقان خطانا .. ونحن نمشي .. و نمشي و نشيد قصوراً من الأغنيات و الذكريات ، فما توقفت نبضات القلب و لا همسات الحب ..
يا ملهمي .. كنت بالنسبة الواحة التي أفيئ اليها كلما تعبت من هموم الحياة و لظى حرها .. كنت ترنيمة الهدوء بشعري .. كنت كأسي و نديمي فمتى ألقاك ..
كتب لها حبيبها ..
ـ حبيبتي وحدي .. تعال إلي لأن شوارع المدينة سوداء بدونك .. و الحياة ليس لها طعم ببعدك ، صوتك لم يعد يغرد في أذني ، و قلبي و روحي .. و عبيرك لم يعد يعطر الهواء . ببعدك اتشحت لدينا بوشاح أسود حزين ..
ـ أجابته ..
يا سيد عمري .. سوف أعود إليك مثقلة بأمطار الليل الاستوائية ، أعود و أقسم بآلاف المسافات التي قطعتها و آلاف الساعات التي كنت أعدها لن أنساك لحظة .
سأعود .. يدفعني الشوق و الحنين لرؤيتك و سماع صوتك و أكون أكثر شوقاً لفنجان القهوة معك .. سوف نلتقي و تتشابك أيدينا .. تتعانق نظراتنا تتحدث شفاهنا بأجمل الحروف و وشوشات الغزل .
نلتقي حين ترسو سفننا ببر الأمان فأشرعتنا مزقتها الرياح ، و أبعدتها الأيام لكن لا بد من يوم أكون فيه روحاً لك .. ، و قلباً ..و عمراً ..، فأنت الحب الذي لا أنساه .. و أنت الذكرى التي لا يمحوها الزمن ، عندها .. سوف أغمض عيني و أستجيب لنداء الحب . ترى .. معك ارحل . أم ابقى ؟ لن اتردد ..لن ادع الحزن يجرح مشاعري .. لن أستسلم أبداً سوف ألقاك .. و لن أنساك .
رامية الملوحي