أرسل لها بعد أن أنهى عمله :صديقتي لقد مضت عشر سنوات ولا زلت أكتب لك كل ما مر معي من أحداث …لقاءات وإنجازات ،لقد تشاركنا أحلامنا وأسرارنا..أهدافنا وهواجسنا أيضا وحللنا مشكلاتنا معا لسنوات واليوم أقول لك أنني وأخيرًا حققت حلمي الذي سعيت له منذ وقت طويل حققت ما وعدتك به وبقي عليك أن تفي بوعدك لي وأنا متأكد أنك ستسعدين لهذا الخبر، لقد سافرت لأكمل دراساتي دون ان أخبرك ،وقد فرض علي واقعي أن أقدم على هذه الخطوة الجريئة دون علم أحد .
وبعد أيام سمع صوت هاتفه يرن وإذ هي (وتين)الصديقة الراقية،شعر بشعور غريب لقد توقف الوقت عندها ليعود إلى ذكرياته الجميلة معها كيف تعرفا وكيف ضحكا معا و….
فتح الرسالة ليجدها قائلة :عروة!أهذا أنت؟!لم نتحدث منذ وقت طويل لقد افتقدتك كثيرا أين أنت؟
-أنا الآن في لندن
-حقا…أنا في لندن دعنا نلتقي لدي الكثير لأحدثك عنه
-حسنا سنلتقي غدا في مقهى الجامعة في لندن في الساعة التاسعة صباحا.
وفي الصباح جهز نفسه وذهب إلى المطعم وجلس على الطاولة بانتظارها،لقد دخلت…لقد أشرقت الشمس فابنة بلاده وصديقته قد جاءت للقائه، لقد عرفها فهي لم تتغير نفس الابتسامة والملامح.
وتين:كيف حالك ياصديقي لقد مر وقت طويل
عروة:حمدا لله كيف حالك أنت لماذا لم تردي علي طيلة هذه السنوات لقد خفت عليك من أي مكروه قد يصيبك
وتين:أنا آسفة لكن منذ أن عرفت أنك سافرت بدون موافقة أهلك قررت أن أعتزل العالم الافتراضي وهجرت أحبتي وأصدقائي وتابعت دراستي وسافرت لأحصل على شهادة الدكتوراه لقد حققت حلمي ياعروة لقد اكتشفت شيئا جديدا
عروة:وأنا أيضًا حصلت على الدكتوراة وأعمل الآن في مركز أبحاث ووضعت فرضية جديدة وحصلت على موافقة عليها وأحضرت معي صورة لتنفذي ما وعدتني به
وتين:ليس قبل أن تأتي بعد غد لتحضر معي توقيع رسالتي في الدكتوراه
عروة:سآتي وهذا وعد مني
وفي حفل تخرجها ألقت كلمة قالت فيها وهي تنظر بعينيه:حان الموعد…موعد تسميتي الدكتورة وتين لقد تحقق الحلم الذي رسمته مع عائلتي ورفاقي وصديقي المقرب الدكتور عروة ليس صديقي فقط بل هو معلمي وقدوتي ومثلي الأعلى ومرشدي أيضا. ..ذلك النجم الذي أضاء عتمتي يوما ما ،لقد كان أملي الوحيد وهو سبب وقوفي هنا الآن ،كان ولا يزال وسيكون شعارنا دائما “الصبر والإرادة والعزيمة والأمل والإصرار هو كل ماتحتاجه لتحقيق حلم ،فالمسألة ليست مسألة علم فقط وإنما مسألة إثبات وجود وخوض أصعب التحديات”.
وبعد أن انتهى الاحتفال وهنأها الجميع رافقها في العودة إلى منزلها وهما يكادان لايصدقا كل تلك الأحداث التي مرت معهما…لايصدقا ماحصل أنهما قطعا هذا الطريق الطويل المليء بالمغامرات فقالت له:لم يخب ظني بك ياعروة أرأيت؟ حان الآن تنفيذ وعدي الذي قطعته لك.. لنلصق صورتك في دفتري.
راميا الريس.