سوريا الجديدة..لا عودة إلى الوراء

رئيس التحرير: طلال قنطار

الحديث الأخير للسيد الرئيس أحمد الشرع وضع ملامح واضحة لسوريا الجديدة التي تتجه نحو حماية الإنسان وتأمين رزقه من خلال مشروع وطني متكامل لإعادة الإعمار لا عبر الاعتماد على المساعدات أو القروض بل عبر بيئة استثمارية حقيقية تُعيد للدولة حيويتها وتُعزز الاقتصاد.

الرئيس لم يتحدث عن الماضي إلا ليؤكد أن البلاد تجاوزته اليوم تُعاد صياغة العلاقة مع دول الإقليم بواقعية مدفوعة بموقع سوريا الجيوسياسي كممر بري يربط الشرق بالغرب، وبإرادة سياسية تسعى للتهدئة والتكامل، لا الصراع والانغلاق.

وفي هذا الإطار يجري العمل على صياغة دستور جديد يُعبّر عن تطلعات السوريين، بالتوازي مع الاستعداد للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، ومجلس شعب يُمثّل مرحلة انتقالية لا دائمة تمهيداً لبناء نظام سياسي تعددي يليق بسوريا وشعبها.

الفضاء الإعلامي أيضاً يشهد انفتاحاً ملحوظاً مع إتاحة أوسع لحرية التعبير وتعدد الآراء، بما يعكس التحوّل نحو دولة مؤسسات وقانون.

إسرائيل كانت حزينة عندما سقط النظام لأن رهانها كان على بقاء سوريا منقسمة وغارقة في أزماتها، لضمان استمرار الصراع، وشرعنة التقسيم. لكن ما حدث قلب المعادلة.

سوريا لا تعود إلى الوراء، بل تبني مستقبلاً جديداً يستند إلى الثقة والصبر، لأن طريق النجاح لا يُختصر، لكنه يبدأ من الإيمان بالوطن وحقه في السلام والنهوض.