رئيس التحرير – طلال قنطار
نهضت حماة في يوم تحريرها على مشهدٍ غير مسبوق، إذ ارتفعت الحناجر وتزينت الشوارع بملايين السوريين الذين اجتمعوا ليصنعوا احتفالاً يليق بيوم التحرير، اليوم الذي انكسرت فيه قيود القمع، ودخل فيه الثوار الأبطال المدينة فاتحين وسط زغاريد البيوت ودموع الفرح التي طال انتظارها.
إنه اليوم، الذي طوت فيه حماة صفحةً حالكة من السجون والاضطهاد والعزلة التي فُرضت عليها سنواتٍ طويلة، لتكتب بيدها بداية عهدٍ جديد يرتكز إلى الحرية والكرامة.
ولم يكن هذا الحشد المليوني مجرّد تعبير عاطفي، بل كان رسالة سياسية واضحة، أكدت تأييد الشعب للحكومة الجديدة، وإرادة جماعية في حماية المسار الوطني الذي بدأ يستعيد توازن البلاد ويعيد وصل ما انقطع.
فقد تحوّلت المدينة إلى ساحةٍ كبرى تُعلن فيها الجماهير رفضها لعودة الماضي، وتمسكها بمستقبلٍ تصنعه بإرادتها، وبثقةٍ لا تتزعزع بقيادتها الجديدة.
إن حماة، وهي تحتفل اليوم بذكرى خلاصها، تثبت أنها لم تعد رهينة الألم، بل غدت رمزاً للقوة وتجدد الحياة.
وما جرى في شوارعها لم يكن مجرد مهرجان فرح، بل استفتاءً شعبياً صريحاً، رفع فيه الناس صوتهم ليؤكدوا أن زمن الاستبداد انتهى، وأن سورية ماضية بثبات نحو مرحلة سياسية واقتصادية واجتماعية أكثر صلابة ووضوحاً.
وهكذا، يكتسب يوم التحرير معناه الحقيقي يومٌ يستعيد فيه السوريون ثقتهم بأنفسهم ويعلنون أن المستقبل يبدأ من هنا… من مدينة قاومت فانتفضت، فانتصر شعبها وانتصر معها الوطن.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير