تنبضُ سورية بالفرح.. الثامن من كانون الأول يومٌ تصنعه التضحيات وتكتبه الحرية

رئيس التحرير ـ طلال قنطار 

تنبضُ سورية اليوم بالفرح في الثامن من كانون الأول، اليوم الذي يستعيد فيه الشعب روحه، ويُعيد كتابة تاريخه بمداد التضحيات التي قدّمها لأجل الحرية. إنه اليوم الذي تحوّل فيه الألم إلى قوة، والدموع إلى عزيمة، والدماء إلى طريقٍ فتح أبواب النصر أمام الثوار الذين حملوا الوطن على أكتافهم.

ومنذ صباح هذا اليوم، تملأ الجماهير الشوارع والساحات وترتفع رايات الثورة فوق المدن والقرى، في مشهدٍ يعيد للأذهان سنوات الصمود التي تحوّلت إلى لحظة خلاصٍ طال انتظارها. هنا يلتقي الفرح بالحلم، وتلتقي الوجوه التي أرهقها الحصار والتهجير بوهج النصر الذي كتبه أبناؤها الأبطال.

لقد سقط النظام البائد الذي شرّد العباد ودمّر البلاد، وحاول بكل ما يمتلك من أسلحة وقوة أن يخمد صوت الحرية. لكنّ السوريين بإصرارهم وإيمانهم بوطنهم قلبوا المعادلة، وفتحوا أبواب المحافظات كلها، ليعلنوا أن سورية باتت حرّة، وأن قرارها عاد إلى أصحابها الحقيقيين.

يحتفل الشعب اليوم بعودة الحياة، بعودة الأهالي إلى قراهم رغم الدمار، وبعودة الأمل إلى القلوب التي لم تفقد الإيمان يوماً، إنها لحظة وحدةٍ وطنية نادرة تتوحّد فيها الهتافات، وتلتقي فيها الخطا، ويقف فيها السوريون صفاً واحداً احتفاءً بيومٍ يشبه ميلاد الوطن من جديد.

إنه الثامن من كانون الأول.. يومٌ تصنعه التضحيات وتكتبه الحرية ويُعلن أن سورية تبدأ مرحلة جديدة من البناء والانطلاق مرحلة يكتبها أبناء الثورة بثقة ويرسمون ملامحها بإرادة لا تنكسر.

المزيد...
آخر الأخبار