نشير إلى أن التربية هي الإجراءات الأساسية التي تعد الكائن البشري ليكون فعالاً ضمن المجتمع , وذلك برسم الخطوط الأهم في تلك الشخصية , والتي تنعكس فيما بعد على التصرفات العامة والخاصة مع مكونات المجتمع, فإن كانت هذه هي التربية, فما الفرق بين ما يسمى التربية القديمة والتربية الحديثة ؟.
هدوء وهدف
سوسن /39/ عاماً , مدرسة, قالت: من حسن حظي أني ولدت في أسرة متعلمة, وتقدر أهمية العلم, حيث كان والدي مديراً لمدرسة ابتدائية , ومنه تعلمت أن الهدف الأساسي من العملية التربوية ليس التحصيل العلمي فحسب, وإنما إعداد جيل كامل قادر على مواجهة ظروف الحياة, التي تزداد تعقيداً بتقدم الأيام, مع ازدياد الاحتياجات والخيارات, وربما الأهم في ذلك المضي قدماً تجاه الخيار المناسب لكل منا, وهذا لا يتم إلا من خلال التعقل والهدوء وتحديد الأوليات, هكذا تعلمت من والدي, وتعلمت أن ما ذكرته من أساسيات ما يسمى التربية الحديثة, بالطبع يتم بعد اتباع أساليب تتناسب مع هذه التربية .
تطور دائم
كمال , 41 سنة , محام, قال: ما يصلح لجيل قد لا يصلح لجيل آخر, ففي الزمن الماضي, كانت التربية تعتمد على مقومات بسيطة , بسبب بساطة الحياة, لكن في ظل ظروف الحياة الحالية, نحن بحاجة لتلقين أطفالنا أساليب جديدة, لمساعدتهم في تنشئة صحيحة , تحمل قدراً مهماً من الثقافة , وهنا يظهر دور الأهل , وأهمية قدرة استيعابهم, والأهم قدرتهم على شرح وتفسير الحوادث من حول العائلة, وبالطبع هذا لم يكن في أيامنا , حيث كانت الكلمة الفصل لكبير العائلة, الذي لا يقبل النقاش, معتمداً على مخزونه المعرفي التراكمي.
من أساليب التربية
حنان مقصود , مُدرسة من رياض الأطفال, قالت: حتى نحقق هدفنا من التربية الحديثة, لابد من أساليب وأسس علمية وعملية, أثبتت صحتها في هذا المجال, فالتعليم في السابق كان يعتمد على التلقين والحفظ والاستظهار, أما حالياً نتبع أساليب أكثر تشويقاً, وأدخلنا منهج التحليل والتفكير في عرض المشكلة أمام الطفل, كما اعتمدنا طرقاً تمثيلية تزيد من تلهف الطفل لخوض غمار مسألة تطرح عليه, بهدف إيجاد الحل المناسب, كل تلك الطرق وغيرها, نحاول تقديمها على أساس أنهما ألعاب بالظاهر, لكنها تحقق تنمية ذهنية ومعرفية في تلك الشخصية الغضة, التي تتقبل أي شيء, خاصة في سنواته الأولى, وأريد الإشارة إلى أمرين هامين أولهما, الدفع والاهتمام بتعزيز تحمل المسؤولية لدى أطفالنا, وعدم تقديم أية فكرة أو أي حل بشكل معلب وجاهز, ويقتصر دورنا على تصحيح وتصويب أفكارهم وأعمالهم, أما الأمر الآخر: ضرورة زيادة الثقة بين الطفل ومن يلقنه , إن كان الأب أو الأم أو المدرسة, فبدون تلك الثقة لا يمكن أن يكتسب الطفل أي مهارة .
المحرر
يقول المثل : من ليس له قديم لا جديد له, وكما كانت التربية القديمة لها الفضل , بتقديم شخصيات آثرت في التاريخ , لأنها تتناسب مع الظروف المحيطة , فالتربية الحديثة لها الأثر البالغ , في إقامة الأسرة السليمة العاقلة , وبالتالي مجتمع أفضل, وربما أهم ما في كل تلك التطبيقات , هي روح العمل وقداسة أهدافه, فكلما كنا متعاونين في حل الإشكالات ونتبادل الأفكار, كلما كانت النتائج أفضل, ليبقى الالتزام بمعناه العام هو الطريق الواضحة لتحقيق الأهداف المبتغاة.
شريف اليازجي