حماة – أحمد نعوف
يشهد قطاع تربية النحل في محافظة حماة انتعاشاً ملحوظاً، مع دخول مناطق جديدة في الإنتاج سيما بريف المحافظة الشمالي والغربي بعد سقوط النظام البائد المجرم، على الرغم ما تعرض له هذا القطاع من عمليات نهب وسرقة على أيدي قوات النظام المجرمة، إلا أنَّ اهتمام الأهالي العائدين إلى قراهم وبلداتهم التي هُجروا منها لسنوات بهذا النوع من المشاريع المدرَّة للدخل وإصرارهم على تطويرها ساهم في نهوضها من جديد .
وأوضح المهندس مؤيد جرجنازي مدير شعبة النحل، التابعة لمديرية الزراعة في حماة أنَّ مهنة تربية النحل من المهن المتأصلة في المحافظة، وهي منتشرة على مساحات واسعة وقد تأثرت بسبب ممارسات النظام البائد المجرم، ونزوح أهالي بعض المناطق فضلاً عن فقدان عدد من المناحل، وبعد تحرير سوريا وعودة الأهالي إلى قراهم ومناطقهم، بدأ انتعاش هذه المهنة بنشاط ملحوظ لافتاً إلى أن إنتاج مادة العسل للموسم الحالي بلغ نحو 226 طناً، وأثرت موجة الجفاف أيضاً على وضع النحل في المحافظة من حيث قلة المراعي بالإضافة الى ارتفاع تكاليف نقل وترحيل خلايا النحل إلى مناطق رعوية، وأيضاً النقل بين المحافظات بهدف الحصول على المرعى المناسب ، لافتاً إلى أن الشعبة تقوم بالكشف على مواقع الخلايا، وتقديم التوصيات والإرشادات للمربين في حال حدوث أمراض للنحل، ويتم استقبال العينات لفحصها مخبرياً، كما أنه لا يوجد أية مراكز إنتاج ملكات لدى الشعبة، فضلاً عن الاحتفاظ بالطرود المنتجة، وذلك بهدف دعم الخلايا، وزيادة عدد الطوائف في منحل مديرية الزراعة.
وفيما يتعلق بموسم التشتية و دعم الخلايا، والعمل على خروج النحل من الشتاء بقوة تمكنه من إنتاج العسل والطرود القوية بين أنه تبدأ العملية بتحضير الخلايا وإغلاق الفتحات والشقوق وتضييق باب الخلية و تسكير الفراغات بين الإطارات بوضع الخيش أو الحواجز للفلين ويكون اختيار موقع التشتية بحيث يكون محمياً من مصدات للرياح ومظلات تحمي من الأمطار الغزيرة.
وتطرَّق عدد من المربين إلى بعض الصعوبات التي تعترض عملية تربية النحل، وهي فترة رش المبيدات على المحاصيل الزراعية والأشجار الأمر الذي يؤدي إلى موت أعداد كبيرة من النحل، إضافة وجود الدبور الأحمر الذي يأكل النحل ما يضطرنا كمربين إلى نقل الخلايا من مكان لآخر وهذا مكلف جداً، حيث تزيد أجرة نقل الخلايا إلى محافظة أخرى أكثر من 400 ألف ليرة مشيرين إلى ضرورة الإشراف الكامل للوزارة ومديرياتها على قطاع تربية النحل، وتأمين مستلزمات إنتاج العسل حتى لا يتحكم التاجر بالسوق خاصة وأن سعر مبيع العسل لا يتناسب مع مستلزمات وتكاليف العناية بالنحل وإنتاج العسل.
يشار إلى أن عدد خلايا النحل في المحافظة يبلغ نحو 56 ألفاً و 500 خلية وعدد المربين نحو 1783.