الفداء_ نسرين سليمان
أصبحت الدروس الخصوصية جزءاً أساسياً من حياة الطلاب في المدارس، إذ يسعى الأهالي من خلالها لتعويض النقص في التعليم وضمان تحصيل أبنائهم لأفضل النتائج، لكنها تتحوّل في الوقت نفسه إلى عبء مالي كبير يثقل كاهل الأسر ويزيد الفجوة التعليمية.
تقول نهى العمر للفداء، أم لطالبة في الصف الثالث ثانوي: أحتاج إلى 500 ألف ليرة أسبوعياً لدروس ابنتي في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والإنكليزية والعلوم، واضطررنا للتخلي عن مواد أخرى بسبب التكاليف العالية، رغم حرصنا على توفير كل شيء لها.
بدورها، أفادت ميادة العلي، والدة طالب في الصف التاسع، بأنها تنفق 250 ألف ليرة أسبوعياً رغم مشاركة ابنها في مجموعات دراسية، مؤكدة أن كثافة الطلاب في الشعبة تجعل الدروس الخصوصية ضرورة لتعويض النقص في المدارس.
وأكد طلاب أن الدروس الخصوصية أصبحت ضرورية لكل المواد بسبب عدم قدرة بعض المدرسين في المدارس العامة على إنهاء المناهج وشرح التمارين بشكل كامل.
وتشير إحدى معلمات الرياضيات للفداء، إلى أن قصر الحصص المدرسية وكثافة المناهج ونقص الوسائل التعليمية، كلها عوامل أدت إلى انتشار الدروس الخصوصية، معتبرة أن الرواتب المحدودة تدفع المدرسين للجوء إلى الدروس الخاصة.
وترى المرشدة التربوية دعاء المحمود، أن الدروس الخصوصية تعمّق الفجوة بين الطلاب، إذ تستطيع الأسر المقتدرة تأمين أفضل المدرسين، فيما تضطر الأسر محدودة الدخل لاختيار مواد محددة لابناءهم.
وأضافت للفداء، أن الاعتماد على الدروس الخاصة يقلل من دور المدراس العامة ويزيد من تسرّب الطلاب.
وترى المحمود، أن الحلول تتضمن إصلاح المناهج وتخفيف كثافتها، زيادة الحصص العلمية، تقليل عدد الطلاب في الشعبة، تحسين أجور المدرسين في القطاع العام، تنظيم أسعار الدروس.
تظل المدارس العامة العمود الفقري لأي نظام تعليمي، حيث توفر التعليم الأساسي لجميع الطلاب بغض النظر عن قدراتهم المالية، وتكمن أهمية التعليم بالمدارس في تمكين الطلاب من اكتساب المعرفة والمهارات الأساسية، بناء القيم الاجتماعية، وتنمية التفكير ، مما يقلّل الاعتماد على الدروس الخصوصية ويضمن فرصاً متساوية للجميع في تحقيق النجاح.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير