أمين التحرير ـ فراس اليحيى
لا يبدو أن إنجازات القيادة السورية الجديدة ستتوقف عند حدّ، تماماً كما لا يبدو أن تطلعات السوريين بات لها سقف بعد اليوم. هذا الشعب الذي رفض الالتفات إلى الماضي ولو لدقيقة، نال أخيراً أحد أهم المكاسب التي انتظرها منذ عام كامل على انتصاره: إلغاء قانون قيصر.
ولا مبالغة في القول، إن التصويت على الإلغاء يعدّ لحظة مفصلية في المسار السوري. فهذه الخطوة التشريعية تحمل بوادر تحوّل حقيقي، ليس فقط في طريقة تعامل العالم مع سوريا، بل في تفاصيل الحياة اليومية للناس الذين أثقلتهم العقوبات، وكانت الحرب والفساد وانهيار مؤسسات الدولة عبئاً خانقاً على كل بيت.
الحماس الذي رافق خبر الإلغاء لم يكن طارئاً، بل امتداداً لإحساس عميق لدى ملايين السوريين بأن صفحة جديدة بدأت تُفتح أخيراً. فبعد سقوط بشار الهارب أواخر 2024، أصبحت البلاد في أمسّ الحاجة إلى انتعاش اقتصادي، وانفتاح سياسي، ودخول استثمارات ومساعدات تعيد بناء ما هدمه نظام الأسد، وكل هذه الخطوات كانت تصطدم بجدار العقوبات.
إلغاء قيصر بمعناه السياسي والرمزي، هو رسالة واضحة بأن المجتمع الدولي مستعد للتعامل مع سوريا الجديدة. والأهم أن السوريين أنفسهم يريدون هذه الفرصة، ليعيدوا إعمار بلدهم، ويحاسبوا المسؤولين عن الجرائم، ويضمنوا حقوقهم حتى لا تتكرر المأساة التي عاشوها لنصف قرن.
ما يبعث على التفاؤل أيضاً، أن قرار الإلغاء حظي بتأييد كبير داخل الكونغرس، رغم الانقسام السياسي المعتاد. تصويت 312 نائباً لصالحه، يعكس قناعة متزايدة بأن استمرار عزل سوريا لم يعد مفيداً لأحد: لا لشعبها، ولا لدول الجوار، ولا لاستقرار العالم.
اليوم يقف السوريون أمام لحظة حقيقية قد تغيّر مستقبلهم، وإذا اكتملت الإجراءات التشريعية في الأسابيع المقبلة، فستبدأ مرحلة جديدة عنوانها الانفتاح وعودة الحياة لشعب كُبت وحُرم لسنوات. إنها خطوة صغيرة على الورق، لكنها كبيرة في شعور الناس، وربما تكون بداية الطريق نحو سوريا يستحقها السوريين.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير