اجتماع استثنائي بقيادة الرئيس احمد الشرع في باب الهوى يعيد ترتيب الأولويات 

الفداءـ زهراء كمون

على مقربة من معبر “باب الهوى”، حيث شهدت المنطقة تحولات كبيرة خلال سنوات الحرب، انعقد اجتماع استثنائي برئاسة السيد الرئيس أحمد الشرع، ليضع حجر الأساس لما وصفه مراقبون، بـ”مرحلة جديدة للدولة السورية”. الاجتماع لم يكن لقاء ودّياً بروتوكولياً، بل منصة لإعلان نوايا سياسية واقتصادية حاسمة، تحمل في طياتها إعادة ترتيب الأولويات ووضع أسس واضحة لمستقبل البلاد.

شهد الاجتماع، حضور طيف واسع من الشخصيات المؤثرة في الشمال، من وجهاء ومسؤولين محليين وقادة سابقين، وهو ما يعكس رغبة واضحة في التواصل المباشر مع صناع القرار المحلي، وفهم تحديات الواقع على الأرض. انطلق الحوار من استعراض “الماضي القريب” وتداعيات المعارك الأمنية، وصولاً إلى القضايا الراهنة في السويداء وشرق الفرات، مع التركيز على ترتيبات أمن الحدود والاتفاقات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي، وهو ما يدل على رؤية شاملة تربط بين تجربة الماضي ومتطلبات الحاضر والمستقبل.

أما الملف الأبرز والأكثر تأثيراً، فهو الاقتصاد وإعادة الإعمار. وجّه الرئيس رسالة قوية مفادها أن عملية الاستثمار وإعادة الإعمار لن تتم وفق منطق المحاباة والمحسوبيات، بل على أساس الشفافية والمنافسة العادلة. وقد تم الإعلان عن مسار تشريعي جديد، يمنع كبار مسؤولي الدولة من الانخراط بأي نشاط استثماري أو تجاري خاص، في خطوة تهدف إلى كسر شبكات المصالح التي عرقلت التنمية سابقاً.

تزامناً مع ذلك، أكدت الرئاسة على توسيع صلاحيات هيئة الرقابة والتفتيش، مع سياسة صارمة بعدم التساهل تجاه أي شبهة فساد، لضمان بناء ثقة المواطن والمستثمر على حدّ سواء. الرسالة واضحة: الدولة الجديدة لن تسمح لتضارب المصالح أو الانحراف عن المصلحة العامة، والقانون فوق الجميع.

باختصار، يمكن قراءة اجتماع “باب الهوى”، على أنه لحظة تأسيسية لنهج جديد: الأمن والسيادة أولاً، ثم اقتصاد وطني قائم على الشفافية، يفتح الفرص للجميع دون استثناءات، ويقطع الطريق على الفساد والمحسوبية التي عرقلت تطور البلاد في الماضي. إنها مرحلة تتطلب الالتزام بالنزاهة والمصلحة العامة، لتكون سوريا على طريق بناء دولة المؤسسات والفعل الوطني الحقيقي.

المزيد...
آخر الأخبار