الدباغ “بمقهى الفلول” في لبنان.. هل انتهت مرحلة التساهل بين دمشق وبيروت

بقلم أمين التحرير: فراس اليحيى  

‏في تحرك أمني غير تقليدي وصل، العميد عبد الرحمن الدباغ المسؤول الأمني السوري، إلى العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة وصفها المتابعون بأنها نقطة تحوّل في العلاقات بين البلدين.

و‏بحسب مصادر أمنية مطلعة، جاءت الزيارة في سياق تنسيق أمني رفيع بين دمشق وبيروت، وتهدف إلى التعامل مع شخصيات سورية مقيمة في لبنان يشتبه بتورطها في أنشطة تؤثر سلباً على استقرار سوريا، بالإضافة إلى معالجة التوترات بين البلدين التي تعود جذورها إلى سنوات الثورة السورية.

‏الغريب في هذه الزيارة لم يكن طابعها الرسمي وحسب، بل أيضاً الحضور العلني المتعمّد في أحد المقاهي الشهيرة في بيروت وهيوعزمي وبابل، التي يرتادها العديد من السوريين المقيمين في لبنان، بعضهم على خصومة واضحة للنظام السوري الجديد ومرتبط بالنظام البائد.

وقد قرأت أوساط مطلعة هذا التحرك كرسالة مباشرة من الحكومة السورية، مفادها أن مرحلة التساهل مع الأنشطة الأمنية المعادية عبر الحدود قد انتهت، وأن الموقف السوري أصبح أكثر صرامة في مواجهة من يعبثون بالأمن.

آلية تعاون جديدة بين دمشق وبيروت

‏في حين، يشمل التنسيق بين البلدين، الذي بات أكثر وضوحاً في الآونة الأخيرة، تبادل المعلومات الأمنية ورصد الأنشطة التي قد تهدد العلاقات الثنائية بينهما.

‏ وتؤكد المصادر أن الهدف ليس التصعيد، بل تصحيح العلاقة وتنقيتها من تبعات سنوات طويلة من الحرب، التي ساهمت فيها أطراف داخلية وخارجية كانت تحاول استغلال الوضع في سوريا لصالحها.

‏في قلب هذه الديناميكية الجديدة، تسعى سوريا ولبنان إلى منع استغلال الأراضي اللبنانية كمنصة للإضرار بالأمن السوري، كما تهدف إلى منع أي تدهور أمني يمكن أن ينعكس سلباً على استقرار لبنان في ظل الصراعات الإقليمية المتصاعدة.

أفق جديد من الشراكة إلى السيادة

‏تعتبر هذه التحركات جزءاً من سياسة جديدة تتبناها الحكومة السورية الجديدة، حيث ترتكز على الشراكة الإقليمية بدلاً من عقلية الصراع السابقة، فالتعاون الأمني، بحسب مصادر سورية سيعتمد على أسس سيادية واضحة، تهدف إلى ترسيخ استقرار المنطقة بعيداً عن الفوضى السياسية والأمنية التي طغت على العلاقات السورية _  اللبنانية في السنوات السابقة.

‏ تؤكد المصادر السورية أن هذا التنسيق يشمل خطوطاً حمراء واضحة، كما أنها لا تقبل بأي محاولة للعبث بالأمن المشترك، أو أي محاولة من أي جهة للتهرب من المساءلة لمجرد الإقامة خارج الحدود.

‏يبدو أن زيارة، العميد عبد الرحمن الدباغ، ليست مجرد لقاءات أمنية روتينية، بل هي بمثابة إعلان عن تحول جذري في العلاقات السورية _ اللبنانية، وتأكيد على أن مرحلة التساهل مع الأنشطة الأمنية المعادية قد انتهت.

#صحيفة_  الفداء

المزيد...
آخر الأخبار