التدفئة بين الحاجة والخطر.. بدائل رخيصة تُرهق صدور الأطفال وتلوث البيوت

 

الفداء- ازدهار صقور  

مع بداية فصل الشتاء واشتداد البرد، يعود السؤال الأكثر إلحاحاً لدى المواطنين في محافظة حماة ،كيف نتدفأ؟ فمع ارتفاع أسعار وسائل التدفئة التقليدية إلى مستويات تفوق قدرة معظم الأسر، لم يعد المازوت خياراً ممكناً للكثيرين، ما دفعهم إلى البحث عن بدائل أقل كلفة ، لكنها أكثر خطورة.

تشمل وسائل التدفئة الآمنة، التدفئة الشمسية، ومواقد الحطب، وقشور الفستق الحلبي، إضافة إلى دفايات الزيت والأجهزة الكهربائية، إضافة إلى اعتماد حلول بسيطة مثل ارتداء طبقات إضافية من الملابس وتغطية الأرضيات للحفاظ على الدفء.

لكن في المقابل، يلجأ بعضهم إلى وسائل غير صحية وخطرة مثل مدافئ الغاز غير الآمنة، أو حرق البلاستيك والملابس والأحذية ومخلفات الزيتون بهدف التدفئة، وهي مواد يؤدي احتراقها إلى انبعاث غازات سامة تهدد صحة الإنسان مباشرة.

ويبيّن الدكتور مصطفى الياسين، اختصاصي الأمراض التنفسية للفداء، أن احتراق هذه المواد ينتج عنه أول أكسيد الكربون وأكاسيد الكبريت والآزوت، وهي غازات تسبب تهيج الجهاز التنفسي وتلف العين وضعف المناعة، وترفع من مخاطر أمراض القلب والرئة وبعض أنواع السرطان.

إضافةً إلى أضرار صحية خطيرة تشمل تفاقم الربو وأمراض الجهاز التنفسي، صداع واضطرابات في الجهاز العصبي ، انخفاض المناعة وزيادة احتمال العدوى، انبعاث مركبات مسرطنة مثل بعض الهيدروكربونات وأذيات محتملة للكبد والكلى والجهاز التناسلي.

ويحذر الدكتور الياسين عبر الفداء، من أن الحرق داخل الأماكن المغلقة يسبب انخفاض الأكسجين، ما يعرض السكان لخطر الاختناق، وخاصة في البيوت سيئة التهوية.

مشيراً الى أنه تم تسجيل خلال الشتاء الماضي العديد من حالات الالتهابات الصدرية والاختناق الجماعي نتيجة استنشاق هذه الأبخرة السامة، مؤكداً أن الأطفال هم الأكثر تضرراً بسبب حساسية أجهزة تنفسهم.

ويختتم بالتأكيد على ضرورة الابتعاد عن حرق البلاستيك والمخلفات مهما كانت الحاجة، والبحث عن بدائل أكثر أماناً، مع الحرص على التهوية الدائمة عند تشغيل أية مدفأة داخل المنزل.

ومع حلول الشتاء، تتزايد الحاجة إلى وسائل تدفئة آمنة داخل المنازل، خاصة في ظل الظروف المناخية الباردة التي تشهدها المنطقة سنوياً، وخلال السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات تعتمد على استخدام مواد غير مخصّصة للاحتراق داخل البيوت، ما أدى إلى ظهور مشكلات بيئية وصحية عديدة.

#صحيفة_ الفداء

المزيد...
آخر الأخبار