ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية وتقديراً لأهميتها كانت على محاضرة للدكتور وليد محمد سراقبي وبعنوان “د. عبد الإله نبهان بين التراثية والمعاصرة ” وذلك في المدرج الأول لكلية الآداب والعلوم الإنسانية وبحضور عدد للمهتمين باللغة العربية .
بدأ د. السراقبي محاضرته بالحديث عن حياة الأستاذ الجامعي والباحث والمحقق الدكتور عبد الإله أحمد نبهان عضو الهيئة التعليمية في كلية الآداب _جامعة البعث في سورية _ وعضو مجمع اللغة العربية , واتحاد الكتاب العرب في دمشق ،الذي كان ثمرة من غرس جده الشيخ طاهر أحمد النبهان الذي طلب العلم من المهد إلى اللحد.
قضى الدكتور نبهان عمره بين البحث والتحقيق والتدريس، فكتب عشرات المقالات في مجالات علمية محكّمة ، تاركا وراءه ثروة علمية ثرّة ، مابين مؤلف وكتاب أو نقد لتحقيق ، أو اختيارمن كتاب أو تحقيق لأثر تراثي مستعرضا الدكتور وليد عددا منها ..
ليكمل لنا محاضرته عن التواضع العلمي الذي كان مشهودا للدكتور النبهان رحمه الله، والموسوعية ودماثة الطبع وطيب المعاشرة وحسن المجالسة واللطف بأبنائه الطلبة .
كان الدكتور نبهان يقف على دقائق الاختصاص _النحو والصرف _ وهو مجل فيها وعلى حد قول الدكتور السراقبي كانت نفس د. النبهان تشرئب إلى ميادين المعرفة الأخرى ، ليقف د. السراقبي عند قضيتين : إحداهما تمثل تراثيته والأخرى تعكس معاصرته .
أما القضية الأولى فقد مثّل لها بنقده الكتب المحققة التي مرت تحت ضوء حبيبته ، ونموذج ذلك المعنون ب(نظرات في كتاب تفسير أبيات المعاني من شعر أبي الطيب )لأبي المرشد سليمان بن علي المعري والتي تحدث فيها د. النبهان عن اهتمام علماء العربية بالتأليف فيأبيات المعاني عامة وشرحها واهتمام بعضهم بأبيات الحماسة مبينا أن المراد بأبيات المعاني تلك الأبيات التي لا تفهم بيسر وسهولة ولا يتبين للقارئ معانيها للوهلة الأولى بسبب الغموض الذي يعتريها من غموض وإبهام معترفا بفضل محققي الكتاب وجهد البشريين ليخرج في النهاية إلى ملحوظات عامة له أوردها الدكتور وليد وكانت في تسع ملحوظات ومن أهمها خلو الكتاب من الفهارس مع الحاجة إليها والإحالة في استخدام المعجم إلى أرقام الصفحات والأصل الإحالة إلى المادة ……)لينتقل بعدها المحاضر إلى ذكر الملحوظات الجوهرية التي تمس الكتاب ويتبدى فيها منهج أستاذنا المرحوم:
استيفاء التخريج والزيادة عليه
_تصحيح الرواية وتوثيقها
_تصحيح الخطأ المبنوي
_النقد العروضي
_الموضوعية والاعتدال
_ضرورة التخريج من دواوين الشعراء
وبعد ذلك انتقل السراقبي إلى جوانب الدرس اللغوي المعاصر متلمسا بعض معالمها في ثلاث قضايا :
ا_مناصرة التجديد اللغوي والدعوة إلىه لأن التطور طبيعة الحياة فالحياة عامةلاتقف عند حد من التطور ، واللغة مظهر من مظاهر الحياة ذاكرا قول النبهان ( لم يكن التجديداللغوي والدعوة إليه في أية لغة من اللغات الحية وفي أي مرحلة من المراحل بدعة من البدع ، ولا نافلة من النوافل ، إنهما التجديد فعلا والدعوة إلىه قولا يتنزلان منزلة الضرورات الملازمة للغات الحية الراغبة في التجديدالدائم والحياة مستمرة)
_الموضوعية وعدم التعويل على الخوض في الغيبيات اللغوية وغيرها : ففي معرض مراجعته كتاب (الاشتقاق والتعريب )والتعليق عليه حيث أنكر على مؤلفه الخوض في قضايا غيبية لايمكن الوصول فيها إلى يقين أو ما يقرب منه .
ونهاية تحدث الدكتور السراقبي إلى أن تلك كانت إشارات عجلى إلى جانبين من جوانب شخصية الأستاذ الدكتور عبد الإله نبهان وهما جانبا التراثية والمعاصرة ، وسط إصغاء كبير من الحضور الذي أثنى على السراقبي وشكره على ما قدم.
شذى الوليد الصباغ
.