الفداء_ ناديا المير محمود
عام مضى على اليوم الذي صار السوريون يصفونه بأنه لحظةٌ تغيّر فيها كل شيء، اليوم الذي شهد سقوط النظام البائد الذي ظل لعقودٍ يرسم ملامح حياتهم بالخوف.
لم تكن تلك اللحظة حدثاً سياسياً فحسب، بل كانت فاصلاً شعورياً عاش فيه كثيرون الإحساس الأول بأن البلاد يمكن أن تعود لإرادة الناس لا لإرادة الهيبة المفروضة.
الضوء الذي خرج من بين الخراب بقي عالقاً في ذاكرة المدن التي فتحت أبوابها لبعضها بعد غيابٍ طويل، الشوارع التي ازدحمت بوجوهٍ تجمع الفرح والحذر معاً، والأصوات التي خرجت لتعلن أن التحرير لم يكن فقط نهاية سلطةٍ بل بداية مصالحة السوري مع ذاته ومع فكرة أن الغد أفضل.
كانت الأقفال التي انكسرت يومها أكبر من تلك الموجودة في السجون، فقد انكسر ما هو أثقل: الخوف المزروع في النفوس.
وأثبتت التجربة أن السوريين لم يواجهوا شخصاً واحداً، بل واجهوا منظومةً كاملةً بُنيت على تقديس السلطة، وتحويل الحاكم إلى صورةٍ لا تمس.
ورغم ارتفاع التماثيل وتكاثر الشعارات وصوت الطغيان، كان المسار يصنعه الناس، أولئك الذين رفضوا أن يصبح الوطن مزرعة، وأن يتحول الصوت إلى همس وأن يُعامل الحلم كخطأ.
تحطمَ الصنم لا لأن الرياح اشتدت عليه، بل لأن الوقت حان ليقف الناس على أقدامهم ويعلنوا أن الخوف لم يعد سيد حياتهم.
وبعد عامٍ على انتصار الثورة ، يقف السوريون أمام تحدٍّ جديد، كيف يبنون بلداً أنهكه النظام المخلوع طويلاً؟
فرغم كل ما خلّفته الحرب في أرواح السوريين، يمضي الناس اليوم نحو حياة يريدونها لهم ولأبنائهم، ينفضون غبار السنين القاسية ويعيدون بناء ما تهدّم حجراً فوق حجر،
فصفحة الطاغية ولّت، وبقي السوري الذي تعلّم كيف ينهض كلّ مرة، وكيف يصنع مستقبله بيديه مهما طال الألم.
#صحيفة_الفداء
#معركة_ردع_العدوان
#عام_على_التحرير