قراءة في قصيدة «سيرة العاشقين » للشاعرة ليندا إبراهيم …

 ان تقرأ للشاعرة ليندا إبراهيم يعني ان تدخل في فضاءات الحب والحنين …البوح الدافىء،تاسرك الكلمات، وتستهويك الصورة الشعريّة المبتكرة، تاخذك موسيقاها الداخليّة إلى عوالم جميلة…مدهشة. .. بهيّة، ساحرة …ليس امامك من طريق إلّا ان تحمل هذا الحنين المطرّز بالالق وتمضي في مفازات الشعر التي لا تعرف لها حدود أو مدى، إلا الجمال الروحي الذي يأسرك ويجعلك تعيد القراءة مرّات ومرّات … في. قصيدة «سيرة العاشقين » تغرف الشاعرة ليندا ابراهيم مدادها بحنوّ لتنثره طيباً وصوراً مزخرفة، متقنة، تسكب حروفها متناغمة مع موسيقا داخليّة تداعب الروح ، لا تجد مللا أورتابة ً وانت تتنقل بين الرموز والأساطير والتي وظّفتها بحرفيّة عالية وإتقان بديع وفي حالة تماهي متصاعدة .. هي اناشيد ..ابتهالات …ترانيم. متداخلة متماذجة في بوح تتقاسمه الروح في حب وشوق بعيداً عن التصنع او المباشرة … «سيرتي حبر ٌ قديم في دواة الغيم حيث« الله » لم يبدا نشيد الخلق لم يكتب على ألواحه الغراء أسماء الذهر » «سيرة العاشقين » قصيدة جذلة الكلمات، واضحة الألفاظ محاكة بتقنية ومهارة، تنساب بعذوبة كشلال ماء، إلى جانب حيوية وحرارة الصورة الشعريّة وغناها بالتفاصيل وكانك امام مشهد متكامل يغوص في التفاصيل المدهشة والتي تعطيه بعداً تعبيرياً فيه من الجمال والأسئلة الكبرى ،والتي لا تقف عند حدود الإجابات الآنية في اللحظة الشعريّة المرتبطة بالزمان والمكان بآن ٍ معا ً ……. وترسم الشاعرة الوطن بريشتها الشعريّة الطافحة بالصور النابضة بالحب والحياة … «موطني كوخ لعرّاف ٍ يسمّى كاهن الأسرار صلّى لانتظار السكر المكنون في قلب الثمر » هي صرخة …ابتهال، مناجاة …شوق دفين …آلام متلاحقة …ولادة ربيع جديد يحمل تباشير الخير والخلق الجديد …. «وما ان بدأت بأنشودة الخلق حتى رأيتك ،ناديت: يا رب هذا حبيبي تقبّله الجليل قمح بفصحك شلال شكر بأضحاك يا عيد كل الجياع وسيد هذي المساكين هذا حبيبي رسول التراب إليك وقديس تموز .. هي قصيدة لا تقف عند عتبات الجملة الشعرية، لتقدم للقارئ ومتذوق الشعر دفقات لا تنتهي من البوح النبيل، الشفيف، الغني … في «سيرة العاشقين » تقبض ليندا إبراهيم على جمر اللغة باحاسيس فياضة، لغة طيعة سهلة التشكيل، فيها حبكة قصصية متلاحقة، متوازنة، الصورة مكثفة مدهشة في سياق زمني متصاعد … «فيا حب خمار هذي الكروم وحارس وقت الينابيع اسق الظماء إليك رحيق رحيق الحنين …»