منذ تخرجه من معهد إعداد المدرسين قسم التربية الفنية بحماة عام 1986 استطاع الفنان التشكيلي المبدع وليد بنود ( من مواليد السقيلبية 1966 ) أن يشق طريقاً لنفسه في هذا العالم الرحب وخطا خطو جادة ومجتهدة فيه عبر اسلوب خاص اتخذه، ساعياً باستمرار نحو البحث والتجريب مستفيداً من الموروث الشعبي والتراث الغني لبلدته السقيلبية ومشاهداته اليومية، ناهيك عن علاقته الحميمة المباشرة مع الأرض والحقل والزراعة. مما أعطى للطبيعة ومواسمها دوراً هاماً في تمتين روابط هذه العلاقة المبنية على الأخذ والعطاء المتبادلين.
صوّر الفنان بنود وجوه الفلاحات والفلاحين بواقعية المعلم المتمكن من ريشته وخطه ولونه ، وأظهر مواسم عملهم وفترات استراحتهم وأوقات فرحهم وأعراسهم ، كما صوّر تلك الوجوه الحزينة المتعبة ، البائسة ، كاشفاً أبعاد دواخلها معبراً عن آلامها ومعاناتها، تاركاً لها ولنا فسحة من الضوء والأمل دون أن يوصد الباب خلف عتمتها الموحشة . الفنان وليد بنود ذو رؤية لونية صافية وعميقة.
هو لايسعى إلى توظيف اللون في اللوحة كحالة تعبيرية بقدر ماهو حالة واقعية تسجيلية أمينة.
يعرف تماماً كيف يفرش ألوانه النظيفة بمهارة وأناة وقدرة على ضبط حركة الريشة وإيقاعها الرشيق الذي يعطي دلالاته بثقة وليونة وتمكن.
هذا النص من مقال سابق للكاتب بعنوان:
الفنان وليد بنود طاقة إبداعية هامة.
–
غيث العبدالله