في القرية
لا شيء يشبهنا
وحدها طيور اليمام
تغفو في أعالي
أشجار السرو
وتنام
*
وجه الريح
حزينٌ هذا اليوم
عندما ودّعنا جدي
وعكازه ما برحت
في يديه المشققتين
تعانق التراب.
*
الحقول
الغافية مع المجرّات
تصيخُ السمع
للحواصيد وجرار الماء
والقبّرات
*
في الصباح
وجه الظهيرة مقفرُ
من المارّة
أصابعي تشدّ
على زناد الحلم
وتمضي
*
لا تمزقوا ثيابي
أمام المارة،
فالطرقات تضج بالعشاق
وأغاني فيروز
وباعة الأرصفة
بثيابهم الثملة
وزجاجات عطرهم الفارغة
يودعون أرصفتهم
بوجوهٍ حزينة
*
وحدها
أرغفة التنور
تعرف يد أمي
وقد أدمتها
أشواك البلوط والسنديان
فجاة تتجمع طيور الدوري
في حلقة مغلقة
حول كسرات خبز
بانتظار رشفة ماء؟ !
*
هذا المنديل المركون
في صندوق خشبي
منديل امي
أقسمَ ألاَّ يغادره
إلا في مواسم الحنين
*
اهدئي
أيتها المزاريب
لم يعد في بيتنا
ايٍ من القش
كي نمنع سطوحنا الترابية
من معاودة «الدلف »
وكتابة وظائفنا المدرسية
بهدوء
*
أمام بابنا الخشبي الطويل
تتدلى زجاجة صغيرة
كان بيني وبينها دهر
من الأسئلة…
كم كنت بسيطاً
عندما أدركت أنها
تمنع حسد الجيران.
*حبيب الإبراهيم