غادرنا صباح يوم الأحد 9 – 5 – 2021 م الشاعر الكبير فايز خضور إلى مثواه الأخير ، و الشاعر أبو أداد كما ينادوه المقربون توددا ، هو شاعر من مدينة سلمية، مواليد 1942 م ، صاحب مدرسة شعرية خاصة، حاصل على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق 1966، ويعد من أعلام الشعر العربي المعاصر، درّس مدة عام واحد، ثم عمل في الصحافة الثقافية في دمشق وبيروت ، و نشر للمرة الأولى في صحف ومجلات سورية ولبنانية وفلسطينية منذ أواخر 1957 و له العديد من المشاركات قي احتفاليات شعرية أدبية في سورية، وكان عضو جمعية الشعر، وتقاعد منها عام 1996 ، و عمل في اتحاد الكتاب العرب اعتباراً من 1972 ، وقد تسلم مهمات أمانة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي، والموقف الأدبي بدمشق ، و له مؤلفات هي : الظل وحارس المقبرة- شعر- دار ابن زيدون- دمشق 1966 ، و صهيل الرياح الخرساء- شعر- دار الأجيال- دمشق 1970، و عندما يهاجر السنونو- شعر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1972، و أمطار في حريق المدينة- شعر- وزارة الثقافة- دمشق 1973، و كتاب الانتظار- شعر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1974، و أيضا ويبدأ طقس المقابر- شعر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق1977، و غبار الشتاء- شعر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1979، و الرصاص لا يحب المبيت باكراً- شعر- اتحاد الكتاب العرب-دمشق 1980، و آداد- شعر- دار فكر للنشر- بيروت 1982، و ثمار الجليد- شعر- وزارة الثقافة- دمشق 1984، و سلماس- شعر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1986، و كذلك ديوان فايز خضور- المجلد الأول- دار الأدهم- دمشق 1987، و فضاء الوجه الآخر- نثر- اتحاد الكتاب العرب- دمشق 1988، و نذير الارجوان- شعر- دار فكر للنشر- بيروت 1989، و ستائر الأيام الرجيمة- شعر- دار فكر للنشر- بيروت 1991، و حصار الجهات العشر- شعر- دار فكر- بيروت 1993، و قدارس الهلاك- شعر- دار فكر- بيروت 1995، و مصادفات – شعر- وزارة الثقافة دمشق 1999 …
قالوا عنه
قال الكثيرون عن خضور أنه أمتلك معجماً خاصاً و ساحراً ,كان قادراً من خلاله على التحاف الحياة كاملة بمفردات اللغة العربية ,يحسبها البعض بأنها لا يمكن أن تكون شعراً إلا أن خضور أكد شعرية الألفاظ التي انطوت على قساوة هائلة يتحاكى فيها الأسلوب الفريد مع الصور الحادة ، فهو يكتب كما يعيش و يفكر و يقرأ دون أي كذب أو مواربة لتكون القصيدة كاملة البنية من اللغة إلى الصورة حتى الألفاظ و التراكيب و الأهم القصد من وراء ما يكتب فيقول في القسم الأخير من كتابه أداد ,قسم رسيس الرؤيا في ص 83 :
و قميص حبك
قد من قبل و من دبر
فأي شفاعة في الناس
ترتق ما تفتق ؟ .
أيضا بعيد رحيله قال الأديب مهتدي غالب عنه : الشاعر فايز خضور حياته الشعر و الشعر حياته ، فهو صاغ نفسه من الشعر ، و الشعر أقنع نفسه به ، فهما كل في جزئين … أو جزء في كلين ؟؟ منذ قراءاتي الأولى تعرفت على مجموعته الأولى ( الظل و حارس المقبرة ) التي نشرها تحت اسم مستعار ( باخوس : إله الخمر ) و صاحبني هذا الديوان القصيدة حتى الآن مع بقية أعماله التي نشرها ، الشاعر الراحل فايز خضور بموته أشعر أن كل القصائد في داخلي و جوارحي تبكيه ، و تتسابق كي تقبل جثمانه في رحلته إلى التراب كي تتنسم بعضا من روعة الشعر و الجمال و الخلود ، الشاعر فايز خضور ، كم تخمرنا في دنان قصائده و كلماته التي أسكرتنا ببوح الموسيقى الخالدة المتصوفة في أقبية التجلي الجمالي …. الشاعر فايز خضور خالدة كلماتك و أنت في نبض المدينة التي عشقتها لحد الغواية و تمسكنا بعباءاتك الشعرية التي صلت في قلوبنا تراتيل من ضياء و سحر ، يا صديقي كيف للقصيدة أن تكون في غيابك ، غيابك مؤلم لكن حضورك الشعري أشد إيلاماً لأعداء الإنسان أيها الإنسان الذي رحلت فينا شراعاً من عاصفة الجمال و التمرد و الرفض لكل ما يدمي قلب الإنسان ، طفل شقي رأيتك و عشتك و ها أنت ترحل مع الطفولة كي تبقى أوراقنا الثكلى تبكي لملمتك لجراحنا و لجراح سوريا التي عشقت لحد الفناء …كما ذكره الناقد محمد عزوز فقال : فايز خضور شاعر ينبض شعراً ويتدفق خصوبة، لغته غير عادية أو مألوفة تختزن قدراً هائلاً من الشراسة، مسكون بالوطن والرفض والتمرد والحرية، سلوكه كنصه الشعري تماماً. له تجربة طويلة مع المفردات والتفاعيل، جعلته محترفاً في نحت الكلمات ومجدداً دوماً بلغة طازجة ،عندما تحاول الدخول إلى قصائد ـ مملكة الشاعر فايز خضور، تحس أنك بحاجة إلى قدر واسع من التأمل والتأني، من الصفاء الذهني كي ترجع معه إلى بداية القصيدة أو الجملة الشعرية، أو ربما إلى أقرب من ذلك بكثير، لأن أغراضه قد تتعدد وتتنوع في كلمة منحوتة أو جملة مختزلة بعناية. وقد ظل الشاعر خضور يرفض المهادنة بكل أشكالها، حتى في قصائد العشق، أو في تصوف ابتدعه وأجاد في رسمه. وظل يمارس النحت في الحرف والكلمة، ويمضي في ابتكار قاموسه اللغوي الخاص، منذ قصائده
التقليدية الأولى حتى ظلال كلامه أو تلك القصائد أو الزوايا
التي ينشرها في بعض الصحف أو الدوريات. وظل يعلن أن الوحدة خير من جلساء السوء، وأن هوية الخصم تحدد هوية الفارس، وأن أجمل ما في حياته القصائد، أصدقها ثم أصدقها ثم أصدقها. ولا نزال نحن نعلن، أن مملكة فايز الشعرية غنية بالصدق ثم الصدق ثم الحكمة ، برحيله حسرنا قامة أدبية شعرية فلسفية كبيرة .
المحرر
رحل أبو اداد بصمت لم يشبه صخب أشعاره ، و نعاه كل من عرفه ، تاركا مساحة خاوية ببيت الشعر العربي .
شريف اليازجي