لا يمكن أن ينسى التاريخ ، و لا يمكن أن تنسى الذاكرة ما فعله هؤلاء المجرمون بأرضنا و شعبنا من حرق و قتل و سلب و نهب و إعدام ، هؤلاء القتلة الذين سجل التاريخ أسماءهم بأحرف من ظلام ، كما لن تنسى ساحة ساحة المرجة بدمشق و ساحة البرج في بيروت ماذا فعل الطغاة . يحاول أردوغان حالياً أن يقلد جده الأكبر في أفعاله الإجرامية ، فسلب و نهب و قتل و شرد ، و دخل أرضاً ليست أرضه و طرد الناس من بيوتهم و شردهم بعيداً عن أرضهم . إن الإجرام بالوراثة كما الأخلاق فهي أيضاً بالوراثة ، فقد أخذ أردوغان الكثير من الخصال السيئة عن جده الأكبر الذي لا يستحق كلمة الباشا فهو السفاح فقط ، الذي أعدم في عام ١٩١٦ في السادس من أيار سبعة شهداء في ساحة المرجة بدمشق و أربعة عشر شهيداً في ساحة البرج ببيروت ، ليثبت للناس كلهم أن الإجرام بدمهم قديماً و حديثاً ، فالمجرم سيبقى مجرماً في كل زمان ومكان . فاتخذ ذلك التاريخ عيداً للشهداء ، و يحتفل شعبنا في كل عام في السادس من أيار بعيد الشهداء ، هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل البلد و كرامة البلد . الشهيد هو أكرم إنسان على وجه الأرض لأنه ضحى بأغلى ما يملك ، قدم حياته و دمه تاركاً أهله و ربما زوجته و أولاده و أصدقاءه مقابل حماية أرض بلده من الأعداء ، فالله سبحانه وتعالى بعظمته و جلاله كرم الشهيد ” و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ” . فالشهيد هو رمز العطاء و الكرم و التضحية ، فمن أكرم منه ؟ مهما تحدثنا و كتبنا و قلنا عنه فنحن مقصرون . و الشهادة هي قيمة القيم و هي قمة العطاء و الإخلاص و الوفاء لبلد يتعرض للاستعمار من أقرب الناس إليه ، من الجيران و الأشقاء و لن يبقى البلد حراً إلا بالتضحية و الفداء و المقاومة التي هي أساس العمل لطرد المستعمر ، و الدفاع عن البلد هو حق مقدس و واجب على كل إنسان شريف . سيبقى الشهداء مشاعل نور تنير لنا دروب المستقبل ، فلولاهم لما كتبت هذه الكلمات ، لأننا لم نكن على قيد الحياة ، ففي حضرة الشهيد ننحني ، و تنحني الهامات لأن الشهيد هو حبيب الله ، فكيف لا يكون حبيبنا . رحم الله كل الشهداء الذين دافعوا عن هذه الأرض الطيبة و الطاهرة ، فلهم كل القداسة و الاحترام ، و التحية كل التحية لأمهات الشهداء الصابرات ، فنحن نتعلم الصبر من أم الشهيد و ذويه ، و النصر لنا بإذن الله .
مجيب بصو