في داخلي زلزال له مواسم، يهتزُّ جوفي، وأحاول الثبات، أُصابُ حينها بمدّ النظر، فأرى الأشياء بشكلٍ أكبر، كل المشكلات التافهة، تصبح فجأة مشكلات لا تُحلّ، سوى بالصراخ أو الغضب. تخبرني أمي كعادتها لكي تشعرني بأني أهوّل من المواضيع المزعجة: الله يجعلها أكبر المصايب ! أردّ عليها همساً: آمين ..! أجيءُ إليها آخر الليل وأتركُ رأسي الثقيل في حجرها الآمِن، في حجرها الواسع الذي أرمي به نفسي فأخرج صباحاً وإذ أنا طفلة . أخبرها بأنّ هذه الدنيا مُتعِبَه، وبأنّ كل سُبُل الحياة، من كهرباء و ماءٍ، من غازٍ وأنترنت، وألبسةٍ ووقود.. كل شيءٍ يستطيع الإنسان فيه، وبِه ، أن يعيش يُسلَبُ مِنه أمام عينيه دون أن يتجرأ ويصرخ: هذا ظلم ..! تعود لتخبرني : الله يجعلها أكبر المصايب يا بنتي! أبتسم أمام وجهها البشوش، أسند رأسي على كتفها، وأشعر بأنّ كتفها الطريّ، يدمع .
لمى منصور