عيدٌ ؟؟ أتحملنا الأفراحُ يا عيدُ
وبابُ بهجتِكَ الغرَّاءِ موصودُ ؟!
والبؤسُ جَرَّعَنا من ويلِهِ حُرَقاً
ودربُ ما نرتجي بالصخرِ مسدودُ
جارتْ علينا الدواهي والعذابُ طغى
فلا يُجاريه في التنكيل نمرودُ
تجذَّرَ اليأسُ في أضلاعنا فإذا
شِئنا التمنّي أبتْ ألوانُهُ السُّودُ
الجوعُ والخوفُ والشكوى موائدُنا
وبلسمُ الهمِّ في الأسواقِ مفقودُ
الفقرُ يمنعُ ما في الأرضِ من نعمٍ
والمالُ عند عبيدِ الجاهِ معبودُ
والدَّخلُ ينفَدُ في يومينِ مبتذلاً
كأنه في صخورِ الضنكِ أخدودُ
شاختْ ملامحُنا شابت مآتمُنا
فَظَهْرُنا من سياطِ الحزنِ مهدودُ
باتت رماداً أغانينا إذا سطعتْ
للذكرياتِ على النعمى أغاريدُ
أبكي لأطفالنا ماتت ملاعبهم
وفي شفاههمُ كُمَّتْ أناشيدُ
ثيابهم من خيوط البؤس شاحبةٌ
وسِحرُ ألعابهم في الحلم موؤودُ
يا عيدُ ارجعْ فقد أخطأتنا أسفاً
فنحنُ أشباهُ موتى ما لهم عيدُ !!
معاوية كوجان