سلمية… نصار الجرف
* تناول اللقاء الدوري السادس والعشرين لنادي القراءة في صالون سلمية الثقافي، قراءة في رواية ” صخرة الخلقين” للكاتب الروائي محمد الحاج صالح، وهو من محافظة طرطوس.
مهد للرواية بفكرة عامة عنها وعن محتوياتها ومضمونها الشاعر والقاصة وعد ونوس، التي قالت عنها بأنها عبارة عن مجموعة من الأقسام والمشاهد عبر أزمنة مختلفة، غير مترابطة الأحداث لا من حيث الزمان ولا من حيث المكان، وكل قسم أو مشهد يحكي حكاية أو سرد تاريخي لقصص وحكايا جرت في مدينة طرطوس منذ التاريخ القديم ، وعن موقع المدينة الاستراتيجي الهام، حيث هي بوابة الشرق الى الغرب ومدخل الغرب الى الشرق.
بعد ذلك تحدث الشاعر وعد أبو شاهين عن قراءته للرواية، وذكر بأن فيها إشارة من الكاتب عن نشأة الخلق وعن صراع النفس مع الجسد وصراع القوانين وإرهاصاتها.
الرواية برأيه هي رواية فلسفية محملة بمعان خفية، تحولت الى رواية تاريخية قوامها الذاكرة والذكريات، ورأى أبو شاهين أن الرواية لايوجد فيها ترابط بأحداثها، مع تبدل المشاهد دون إتمام ماسبقها.
فيما رأت الشاعرة ميساء سيفو بأن الرواية ركزت على فكرة الأسطورة، وهي أن نقل ” صخرة الخلقين” من مكانها هي لعنة أصابت كل من ساهم بهذا الفعل، وأن بطل الرواية” وضاح” تحدث بشكل موجع عن تغيير ملامح المدينة ومعالمها الأثرية وهويتها.
كما ذكرت سيفو بأن الرواية تكاد تكون معاشة بشكل دائم في كل زمان، سردت بأسلوب ذكي من الكاتب وفيها إشارات واضحة لاهتمام الغرب بتاريخنا وتراثنا، كما أنها ، أي الرواية، تتضمن تنوعا دينيا وتعايشا إنسانيا بين أجيال تلك المدينة.
وتحدث الباحث التاريخي نزار كحلة في معرض قراءته للرواية أن الكاتب أشار الى أن أبناء المدينة ” طرطوس” هم من طينة واحدة بغض النظر عن الدين، وأن المقصود من صخرة الخلقين هو خلق سيدنا آدم وخلق الأسطورة بأن طرطوس هي المدينة المنفتحة على العالم، وهي خليفة أوغاربت في الشرق، وتجمع كل الأساطير التي أوردها الكاتب على شكل حكايا.
لغة الرواية كما أشار كحلة، لغة جميلة ، وكأفكار وأبعاد وكرؤية أدبية تاريخية، حيث أنسن الكاتب المكان وجعل من طرطوس سيدة تحكي تاريخها الذي هو تاريخ الأنثى في هذا الشرق.