استكملت فعاليات مهرجان أبي العلاء المعري الذي تقيمه مديرية الثقافة في ادلب في يومها الثاني في المركز الثقافي في حماة وكان اللقاء مع محاضرة نوعية للباحث والشاعر مصطفى الصمودي تحت عنوان (بين صدى المعري وصدى شوبنهاور)
حيث بدأ الصمودي محاضرته بالحديث عن أوجه الشبه بين المعري وشوبنهاور معتبرا أن الكثير من فكر شوبنهاور ماهي إلا صدى للمعري المولود قبله بأكثر من ثمانمائة عام ، متحدثا عن المعري رهين المحابس الثلاث مضيفا إليها انحباس نفسه في جسده على رأي الصمودي .
ليبدأ بعرض أهم صفات أبي العلاء فهو معتد بنفسه مثقف عصره وأشهر رجاله وغريب عصره وفقير زمانه وكاره للمديح الزائف بغير حق وراض بالقليل مستشهدا بأبيات شعرية لكل صفة من تلك الصفات
وقد قامت المحاضرة على مسألتين للمقارنة بينهما وهما: التشاؤم والمرأة وفي الحديث عن المعري المتشائم
ذكر أن
التشاؤم محور نظرية شوبنهاور والمعري معا موردا قول د.طه حسين في ذلك ( ما من أحد ظلم نفسه كما ظلمها المعري في موضوع التشاؤم)
فهو يعد قدوم المرء للحياة جناية وليس جنحة وهذا ما دعاه ليكتب على قبره (هذا ما جناه أبي علي وماجنيت على أحد) وكذلك قوله (الله صورني ولست بعالم لم ذاك سبحان القدير الواحد) والذي استشف منه الصمودي فداحة يأسه لفقده بصره أما شوبنهاور ذات الأصل الألماني فقد كان معتدا بنفسه لأن التواضع من صفات الصعاليك وضع نصب عينيه نابليون فآثر فيه بانتصاره وانكساره وكان سبب يأسه العميق وقد عاش حزينا متشائما حبيس بيته مقتنعا أن الفيلسوف لايقف عند المألوف والمعروف، فعاش من أجل الفلسفة لا من الفلسفة.
لينتقل الصمودي إلى الشق الثاني وهو المرأة ، لقد كان المعري عدوا للمرأة فالمرء عدو لما يجهل لكنه استثنى امه فبدء السعادة أن لم تخلق امرأة ولقد نظر إلى المرأة نظرة عامة وإلى أمه نظرة خاصة كاره النساء واصفا إياها بالإنسان الناقص فلم يحب المعري أي امرأة وقد أرغم على حد قول الصمودي على كرهه للمرأة لأنه يعتبر نفسه معذبا
ليتحدث فيما بعد عن كره المعري للنساء لأن النساء قد رغبت عنه وهنا تحدث عن الفارق بين المعري وشوبنهاور اتجاه المرأة فقد اعتبر شوبنهاور أن ( الحب لغز مفتاحه الوحيد إرادة الحياة متمثلة بحفظ النوع) ولكن شوبنهاور أيضا من وصف المرأة بالإنسان الناقص أشبه بطفل وقد خلت من كل استعداد للسمو الروحي) وأن النساء ليسوا جنسا لطيفا فالرجال هم الذين أطلقوا عليهن هذه الصفة.
لقد اتفق المعري وشوبنهاور على كره المرأة .
ليختم الصمودي محاضرته بقوله إذا تعطش شوبنهاور للشهرة فإن المعري اتخم منها.
شذى الصباغ