لأن سورية مهد الاراميين لذلك بقيت اللهجة الارامية ((السريانية)) متداولة حتى الآن في بعض الكنائس و بعض المدن السورية مثل مدينةمعلولا و ما حولها مما ترك أثرا كبيرا على اللهجات المحلية و منها اللهجة المحرداوية المتأثرة ببعض ألفاظ اللغة الارامية مثل (o_a) لا ينطبق هذا على محرده فقط إنما على معظم الريف السوري خاصةمحافظة إدلب التي تحوي عددا كبيرا من الآثار الأرامية .
من خلال البحث و التدقيق التقينا عددا من المهتمين باللهجة المحرداوية المميزة وكيف وصلت إلى المنطقة حيث أن هذه اللهجة تختلف عن جميع ما يحيط بها من لهجات في المناطق المجاورة هم : الأستاذ كمال يازجي و المهندس ماجد ناصر فاكدو لنا أن اللهجات اما محلية أو عامة جاءت نتيجة تجانس الشعوب مع بعضها البعض و اللهجات أمر لا يدرس أو يعلم فهي ليست بحث علمي بل تنتقل نتيجة تمازج الشعوب مع بعضها البعص يوثر بها تعاقب الأجيال فتنتقل من جيل لآخر منذ عصور ما قبل التاريخ حتى يومنا هذا.
في سورية المناطق الشرقية تتكلم لهجة البدو حتى غرب مدينة حلب فتقترب اللهجة من الارامية أما بعض الارياف فيستخدمون اللغة الفصيحة أي أنهم يستخدمون حرف القاف بدلا من (الاف) و نحن نقول أنهم يقتربون من اللهجة الارامية التي تعد لغة السيد المسيح التي تجيدها بعض الأديرة و الكنائس قراءة و كتابة، و تعد الارامية و السريانية لهجتين ساميتين و هما قريبتين من اللهجة العربية الأصلية .
أكد الأستاذ يازجي ان لهجة محرده هي مزيج من اللهجات الارامية والسريانية معا ممزوجتين بالعربية الفصحة وأن استخدامهم حرف (o)بشكل كبير يثبت انهم ينتمون للشعوب السريانية منذ آلاف السنين .
في حين قال المهندس ناصر نقلا عن الفينيقيين أن الشعوب تختلف بمنظرها الخارجي أما لهجتها فتعكس تاريخها و سورية عبارة عن ممالك ارامية استوطنت منذ القديم ولا تزال حتى اليوم كما في محرده فهناك بعض العواءل الأساسية التي تواجدت منذ القديم ولا تزال حتى يومنا هذا لم تغادر المنطقة نهاءيا أما اللهجةفهي تمازج شعوب و لا تثبت الجنس فأهالي محردة يستخدمون العديد من الكلمات التركية حتى يومنا هذا مثل (خاشوقة _ كديش) وهي كلمات مأخوذة من الأتراك الذين حكموا سورية (400) سنة ، و بعض الدراسات توكد ان محرده اسمها الأساسي (محروطة) أي الأرض المحروثة و مازال اهالي مدينة محرده متمسكين
بلهجتهم المتوازنة لا يتخلو عنها ابدا رغم دراساتهم الكثيرة و معرفتهم باللغة الإنكليزية و الفرنسية و غيرها حيث استخدموها كوساءل للتواصل فقط لاغير و بقيت المحرداوية هي الأساس الثابت الذي لا يتغير .
سوزان حميش