شكل مختار الحي أو القرية على مدى عقود طويلة حالة خاصة و فريدة بين ما هو إجتماعي و ما هو إداري و رسمي وسط تباين القضايا والحكايات والمهام المناطة به بشكل مباشر أو غير مباشر . فمن هو المختار ؟ وماذا يعمل ؟ وماهو دوره ؟ واين موقعه على الخارطة الاجتماعية ؟ وكيف يتعامل في المسائل الاجتماعية و الإدارية و الرسمية ؟ والى أي مدى اثرت التقنية الحديثة على عمله ؟ ، وهل هناك حاجة لجيل جديد من المخاتير ؟ حول هذه الأسئلة التي تحمل الكثير مما يرغب الناس معرفته التقت الفداء المختار اسماعيل رزوق و هو من أقدم المخاتير في مدينة سلمية حاليا الذي أجاب قائلا : ” المختار شخصية اعتبارية في الحي و القرية عمله الأساسي معالجة الحالات الاجتماعية في الحي و يغلب دوره الإجتماعي على الأدوار و المهام الأخرى التي يقوم بها . فقد كان المختار مرجعا لحل الخلافات الاجتماعية في المجتمع المحيط كالخلافات العائلية و العقارية و كان لديه إلماما بالعقارات التي تقع ضمن نطاق المنطقة التي يعمل بها . و قد كان يعين من قبل القائم مقام في بداية القرن الماضي و يتدخل في ذلك الوجهاء من العوائل المعروفة كما يتم اختياره من ذوي الأخلاق الحميدة و ممن يتصفون بالحيادية و العدل و أن يكون معروفا بشكل جيد من قبل المجتمع . و بعد السبعينات من القرن الماضي و إحداث وزارة الإدارة المحلية يتم الترشيح و انتخاب مجالس اختيارية و تضم المختار و لجنة مؤلفة من عدة أعضاء في القرى و هيئة اختيارية تضم المختار و رئيس لجنة الحي و عضو من أعضاء لجنة الحي . أما الأعمال التي يقوم بها المختار هي تقديم الخدمات للمواطنين و تسجيل الولادات و معاملات الزواج و الوفيات و حصر الإرث و سند إقامة…. الخ . ” واضاف رزوق ان عمل المختار تاريخيا لم يخل من الصعوبات لكنها تبدو اكثر واكبر في الوقت الحالي جراء ما طرأ من مستجدات على بنية و تركيب المجتمع وما تخلل ذلك من زيادة سكانية متنامية تحمل الكثير من التناقضات العمرية والثقافية والمهنية التي يصعب على المختار متابعة تفاصيل حيثياتها بالدقة المطلوبة . و أوضح المختار رزوق الدور الذي لعبه التطور الهائل في المعلومات والتقنية الحديثة في عمل المختار بخطوطه العريضة ومنها اختزال للوقت والجهد وهما مطلبان اساسيان من استحقاقات المرحلة الحياتية الراهنة . و أكد رزوق على ضرورة ان يحث المختار الخطى في هذه الايام للامساك بزمام القطار الاجتماعي المتسارع من خلال اطلالة عميقة على مستجدات الحياة وهذا يدفع الى ظهور جيل جديد من المخاتير القادرين على مواكبة ما هو مطلوب .
أجرى حوار عهد رستم