*حبيب الإبراهيم
لم تهدأ الريح لحظة ، قطرات متثاقلة من المطر تحاول ان تغسل الطرقات والازقة ،صفيرها يتسلل من شقوق الابواب والنوافذ ،مدفاة الحطب تحاول الإقلاع دونما (غصّات ) كي تستمر في نشر الدفء في اوصال الاطفال الذين تحلّقوا حولها وعيونهم ترنو إلى (المحمّرات ) والتي تقلّبهم الام بهدوء كي تنضج على مهل ..
عصافير الدوري هلعة في الخارج ،تحاول ان تجد ملاذاً آمناً على بقايا اغصان سلمت من مناشر الحطب التي أكلت الاخضر واليابس …
اينما اتجهت في الشوارع والازقة تستقبلك بحنو دعوات الامهات وهن يطلن النظر إلى الوجوه المتشحة بالطيبة والبراءة …
هذا الشتاء رغم قساوته يحاول ان يكون لطيفاً مع الفقراء الذين يمضون وقتهم في البحث عن لقمة حلال نظيفة وينامون ملء الاجفان ،لا يعنيهم الدولار او البورصة او …
ملامح الاطفال لم تتبدل يوما ،ًمعالم البراءة ترتسم على قسماتهم ،الكل يحاول ان يؤدي دوراً نبيلاً في حياة مليئة بالمتناقضات ،وفي خضم هذه المعمعة ترتسم الاسئلة الحرون ،اسئلة من مقام الحب والوجد والطيبة …
المراة التي تغازل وجع الفصول تاخذ ملامح من عبروا ايقونات عابقة بالدهشة ،وهي تودع من وقفوا على دروب ٍ اعياها الترقب والإنتظار …
تنهال إشارات الإستفهام ،تقفز من قواميس اللغة ،وتحاول ان ترتمي على صفحات ٍ بيضاء ،تعيد تشكيل اللوحة من جديد ،لوحة يومية لحياة لا يتوقف عنادها يوماً ،وتستمر الاسئلة ،وتغيب الإجابات ،وهي تتزنر يومياً بوشاح ٍ لا يعرف الحزن ابداً …
مع إكتمال اللوحة تنفض العصافير ريشها وتحلق عالياً في فضاءات ٍ رحبة تتسع لكل الاحلام ….