أن يكرّم المرء في حياته وأمام أولاده وأحفاده لشيء يستحق كل تقدير واحترام, بمبادرة من مديرية ثقافة حماة واتحاد الكتاب العرب, أقيم في صالة المركز الثقافي في حماة في ساحة العاصي مساء يوم الأربعاء ندوة تكريمية تحت عنوان (تحية للأديب الأستاذ عبد الرزاق الأصفر) بحضور قامات أدبية و جمهور من المهتمين بالأدب, وقد عبر لنا مدير الثقافة في حماة الكاتب والأديب سامي طه عن خطوة التكريم هذه قائلاً
“تكريم الأستاذ عبد الكريم الأصفر من قبل مديرية الثقافة في حماة وبالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب , فحين نسلط الضوء على القامات الثقافية وما قدمته من إبداعات فنحن نرد جزءاً من الوفاء والعرفان الذي تستحقه هذه القامات /عبد الرزاق الأصفر / هو أحد أعلام حماة على الأصعدة التي عمل من خلالها في مجالات التربية والثقافة والفكر والأدب, والأكثر أهمية هو الحضور الإنساني والأخلاقي , ونحن نقول حماة زاخرة بالأسماء الكبيرة التي تستحق أن نتمثل إبداعها وانتماءها وفكرها “
كما عبر لنا رئيس اتحاد الكتاب العرب لفرع حماة الأديب مصطفى الصمودي عن مشاركته قائلا
“الأم التي تكرم أبناءها هي أمة جديرة بالحياة لأنها تكرم من خلال ذلك نفسها وبخاصة عندما تكون الشخصية كالمحتفى به اليوم الأستاذ عبد الرزاق الأصفر , حيث كان مديراً للمركز الثقافي لاثني عشر عاما , أما عن مشاركتي فهو أستاذي على أكثر من صعيد فهو أستاذي في المدرسة وأستاذي في الأدب وأستاذي في الوظيفة , وآمل أن أقدم ما يجب ومهما قدمت له سأكون عاجزاً عن الشكر ”
أهذا وقد دار الندوة الشاعر معاوية كوجان وبكلمات بكلمات شجية ألهبت مشاعر الحضور تحدث كوجان عن االأصفر الأديب الكبير الذي يكن له في قلبه كل مودة واحترام عن الأصفر الذي ألف بين قلوب الكتاب والأدباء .
لقد شهدت الندوة شقين كان شقها الأول بشهادات لطلابه تمثلت الشهادة الأولى مع
سامي طه مدير الثقافة الذي أبلغ فأوجز معبرا عن الأثر الثقافي الكبير لعلامتنا
لتكون الشهادة الثانية للشاعر عباس حيروقة والذي تحدث عن معرفته بالأستاذ عبد الرزاق والزيارة التي قام بها مع مجموعة من الأدباء لداره التي وصفها بالبهاء والجمال دار العلم والثقافة لينتقل إلى إنجازاته الثقافية ورحلاته العلمية والثقافية ومشاركته في تأليف المناهج التربوية ؟
والشهادة الأخيرة كانت للباحث رضوان السح حيث قدم السح تجربته مع الأستاذ عبد الرزاق الأصفر من خلال تعاونهما في إنجاز كتاب هام في التصوف العربي الإسلامي وهو كتاب (كتاب الطواسين ) للمتصوف الشهير(الحسين بن منصور الحلاج )وكان عمل الأستاذ الأصفر في ترجمة مقدمتين هامتين لهذا العمل منقولتين عن اللغة الفرنسية , وقد اختارالسح العمل مع عبد الرزاق الأصفر لتمكنه من الثقافة العربية الإسلامية التراثية من جهة, والثقافة الفرنسية المعاصرة من جهة ثانية.
لتنتقل الندوة لشقها الثاني و كان مع القاص الدكتور موفق أبو طوق (عبد الرزاق الأصفر وشريط الذكريات معه) ومعرفته بالأصفر وتعيين الأخير مديرا للمركز الثقافي العربي في حماة منذ مطلع السبعينيات فلم يكن في حماة آنذاك ما يعرف بالأمسيات القصصية فللأصفر الفضل الأكبر في إحداث تلك متابعا الحديث عن إنجازاته .
ليكمل الأديب الشاعر مصطفى الصمودي الحديث عن مساهمة الأصفر في بناء عدة مراكز ثقافية في حماة ,ومراحل الأصفر أستاذا للصمودي .
والمحطة الأخيرة كانت مع القادم من حلب الدكتور والشاعر سعد الدين كليب الذي آثر الحضور تكريما ً لأستاذه الأصفر, وكان حديثه أكاديميا تحدث عن الأصفر الذي تتلمذ على المعرفة الموسوعية في عصر التنوير العربي والغربي فمجمل ما كتب يحمل السمة الموسوعية لينتقل إلى كتاباته وترجماته وبنظرة سريعة إلى تلك نراها دالة على نزعته الموسوعية متوقفاً عند كتابه عن( المذاهب الأدبية لدى الغرب ) وهو واحد من أكثر الكثر الكتب العربية موسوعية في بابه فيما يتعلق بأهمية المادة العلمية المقدمة وبخصائص البحث الموسوعي.
واختتمت الندوة بمداخلات عديدة من قامات أدبية وفكرية ومن قبل الحضور .