لم يعد سماع النشرة الجوية وملاحقة أخبار الطقس وقفاً على فئة قليلة ممن تتطلب أعمالهم سواء الزراعية أو التنقل متابعة حالة الجو ، خوفاً من صقيع يقضي على مزروعاتهم أو ثلوج وجليد يقطع طرقاتهم .
متابعة الطقس باتت الشغل الشاغل لمحتكري مادة المازوت وتبعهم بائعو الحطب ، فمع اشتداد البرد والعواصف ترتفع أسعار مواد التدفئة بأنواعها حتى يكاد الحصول عليها جائزة كبرى رغم ارتفاع أسعارها الجنوني .
لم نستلم
أغلب مواطني مصياف وريفها لم يحصلوا على الدفعة الثانية من مازوت التدفئة ، والتي لن تكفيهم سوى بضعة أيام نتيجة البرد الشديد ، وانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية لم تحصل منذ ٧٧ عاماً ، في مثل هذه الأوقات من السنة لأنه فصل الربيع .
الكالون براتبنا الشهري
تقول إحدى المواطنات :
لم تسعفنا الدفعة الأولى من مازوت التدفئة في إبقاء المدافئ مشتعلة ، وكنا نشتري المازوت الحر المتوافر بكثرة ، ولكن كان سعره مقبولاً ، أما اليوم فقد وصل سعر الـ ٢٠ ليتراً منه حدود الـ ١٠٠ ألف ليرة ، أي راتبنا الشهري ، فكيف سيتمكن المواطن من تدفئة أطفاله.
نسينا الاستحمام
ويقول آخر : نسينا الاستحمام وجل همنا اليوم تدفئة أجساد أطفالنا التي نراها ترتجف من البرد في هذا الأيام القارسة ، لم تصلنا الدفعة الثانية من مازوت التدفئة ولا تلك التي تباع بالسعر الحر رغم الوعود بالحصول عليها فأين تبخرت .
أحرقنا البلاستيك
ويقول آخر : ذهبت لأشتري بضعة لترات ولكنني لم أستطع ، لأن سعر اللتر وصل إلى ٥ آلاف ففضلت شراء الحطب لأجده ارتفع هو الآخر ، وصار الكيلو منه بألفي ليرة ، فأحرقنا بعض البلاستيك والثياب القديمة والقليل من الكتب لنحصل على شعور الدفء.
كميات قليلة
مصدر من لجنة المحروقات بين لنا قائلاً : لم يتم توزيع الدفعة الثانية من مخصصات المازوت إلا بنسبة ضعيفة لا تتجاوز الـ ٢٠% وتكاد تكون متوقفة حالياً ، وذلك نتيجة قلة الكميات التي تصل المحافظة بعد أن خفضت الطلبات لتصل إلى ١٦ طلباً بعد أن كانت ٢٧ طلباً ، وتوزيعها يتم حسب الأولوية حيث الأفران والمشافي والنقل والزراعة .
اما المازوت المخصص للبيع بسعر التكلفة، فهو غير متوافر حاليا وإنما متوافر للنقل فقط، وفي حال زيادة المخصصات وورود الكميات الكافية ستوزع للمواطنين وفق البطاقات الذكية التي وطنت طلباتها بالمحطات المخصصة للتوزيع بسعر التكلفة.
دورياتنا تتابع
مصدر من حماية المستهلك بحماه قال : أن دوريات حماية المستهلك تتابع المتاجرين بالمحروقات والمحطات التي تتلاعب بها يومياً وأن الدوريات نظمت منذ بداية شهر آذار الجاري العديد من الضبوط، وصادرت نحو 150 ليتراً من المازوت، ومحطة أخرى بنقص ليتر مازوت في كل 20 ليتراً، وصهريجاً أحدث سائقه فتحة بأعلى العداد بقصد الغش.
كما تم إغلاق عدة محطات الشهر الماضي أيضاً لارتكابها مخالفات جسيمة بتوزيع المحروقات.
ازدهار صقور