أكتب إليك وأنا بشوق إليك من الغربة التي فرضت عليّ..
ذكرتك كثيراً , ورأيت إبتسامتك تهل عليّ من بين غيمات خريفية..
الشمس يا حبيبتي بدأت تلملم وشاحها المذهب وكانت تحتضن بدفئها المعتاد الكون .. ثم تسللت هاربة من بين نوافذ الغروب.
قرب شجرة يشكو منها تراكم الزمن والوحدة . . كنت أتكئ على جزعها وأسمع حكايات الغدير القريب منها.
وفجأة حبيبتي ، أحسست في خرير الغدير حكايات حزن موجع كأنها تنعي آمالي الضائعة.
ورميت ببصري إلى أنحاء الغدير وكأن للمياه زمجرة وقلق ، فرأيت الطيور التي تغرد لأغاني الفرح ، رأيتها تجمد وتصرخ بحدة تشق الهدوء القابع معي والأغصان أثكلها الشجن فانحنت مستسلمة لصفعات الريح ، بعد أن كانت نسائمها حانية ومترفقة.
– عزيزتي : .. !
أزحت الغفوة التي سرقت أفكاري.. وحاولت أن أملأ ما تبقى من السطور ولكن القلم خانني والكلمات قفزت مضطربة وغامضة .
أوشك الورق أن يتمزق من جفاف المعنى في كلماتي ، وحاولت ثانيةً وثالثةً وأخيراً أميرتي مدي يديك إليّ..
طلي من نوافذ الغروب فهو ينتظرك معي في كل الفصول والأزمنة لقد أنهكني الركود تحت سطوة القدر ، وأنتِ أمنيتي ، وإيماني وتأملاتي في غربتي .
تعالي إلى صدري .. علني أرقد ملء جفوني .. في قلبي أغنية لم أغنها بعد …
وقد غنيتها لك طويلاً حتى تسكرك ألحان محبتي . وقد أغنيها للأبد إن . أغلى ما تركته لي الحياة دمعتي وحبك.
رميت القلم حبيبتي .. وتداخلت عيناي في تقلبات الغدير الذي حمل لي صورة الحبيبة ، فرتوت بحنان جائع إلى العينين العميقتين الساجيتين كظلال الزيزفون .. لقد وجدت فيهما العمق القريب الذي جعلني أتوغل فيهما ، وأحسست أن صوتك لحن قلبي المتألم والمنساب بلعثمته المردده كطفل بين الحياء والرغبة.
فاحتضنت آخر الحروف التي حملتها في طيات وحدتي..
أتمنى أن تكون دنياك رائعة حبيبتي .. وربيعاً دائم الإخضرار..
وتلك هي قصتي مع الغربة.
ردت عليه برسالة هاتفية وببعض الكلمات إختزلت كل ما كتبه
– حبيبي أنت .. ودائماً أنت . وأبداً أنت..!!
رامية الملوحي