مع اشتداد برودة الجو وتحول أسطوانة الغاز و/100/ ليتر مازوت إلى حلم بالرغم من كثرة الوعود المعسولة ، وذلك بعد أن استبشر المواطن خيراً بقرار وزير النفط بتوزيع مازوت التدفئة على البطاقة الذكية اعتباراً من الأسبوع الماضي ووضع حد لفساد عدد من لجان الأحياء ، وحالات تصدرها السوق السوداء وتحولها إلى مصدر سريع للثراء ، إلا أن أصوات بعض المتنفذين ومصالحهم سارعت للإيحاء للمواطن أن المشكلة هي البطاقة الذكية ، وإطلاق ما تيسر لهم من إشاعات بعدم الجدوى وأنها تأكل مبالغهم ، وستعرقل عملية الدور وغير ذلك ، والحقيقة أن من عرقل تنفيذ البطاقة وسرعة إصدارها وحصول المواطن عليها بسهولة من دون انتظار أو ذل هم شركاء بالفساد .
إن قراءة سريعة لنتائج تطبيق البطاقة الذكية على البنزين بالمحافظة تظهر أنها نجحت بإغلاق أبواب الفساد فيه ووفرته للمواطن بعد أن كان الحصول عليه حلماً مثل المازوت والغاز حالياً ، وإن البطاقة الذكية هي مشروع وطني كبير لمكافحة الفساد ونواة للحكومة الإلكترونية وهي تحفظ حق المواطن بالحصول على الكمية المخصصة له ، وتؤمن وصول الدعم لمستحقيه ، وإن التلاعب بالكميات التي يتم تعبئتها من قبل محطات الوقود والجهات المسؤولة عن الرقابة عليها لأنها لو كانت تقوم بدورها بشكل جيد لما تجرأ ضعاف النفوس على التلاعب بالعدادات ، كما أن تطبيق البطاقة سيؤدي إلى حل اللجان التي تقوم بتوزيعها وإنهاء مهمتها وعودتها إلى عملها الأساسي المنوط بها للارتقاء بالخدمات العامة من بلديات ومخاتير وسواها وحتى لجان محروقات.
أخيراً :إن المراكز الحالية الموجودة بالمحافظة غير كافية حيث يضطر المواطن للانتظار ساعات طويلة وأحياناً أياماً للحصول على البطاقة ، ولابد من افتتاح مراكز جديدة وتوزيعها بالنواحي ومقياس الكفاءة والنجاح هو الحفاظ على كرامة المواطن التي تهدر بالازدحام والانتظار لوقت كبير ، وإنجاح هذا المشروع الوطني الكبير وهو مطلب شعبي يضمن عدالة التوزيع ووصول الدعم لمستحقيه .
عبد اللطيف يونس