عن مجلات الأطفال .. (أسامة) نموذجاً المجلة الناجحة هي التي تغرس محبة الإبداع

إن مجلّة الأطفال مصدر أساسي لغرس الاتجاهات والقيم الملائمة للأطفال، ولا بد لأية مجلّة موجّهة للأطفال من أن تسهم إسهاماً مباشراً في تحقيق رسالة تربوية تثقيفية شاملة.. وذلك من خلال ما تقدّمه هذه المجلّة من نصوص إبداعية (قصّة أو قصيدة أو أية فنون أخرى)، تستطيع بلطف ويسر أن تؤثر في جمهور الأطفال بل أن تعدل أيضاً من سلوكهم نحو الاتجاه المرغوب، وأن تزرع في نفوسهم كل الأهداف النبيلة، وأن تعمل على تحقيق التربية السليمة والوطنية الراسخة, وأن تعمل في رفع الذائقة الفنّية والارتقاء بالقيم العليا السامية!! . 
وبعامة يمكن القول هنا : 
ــ إن كل حكاية، أو قصّة جيّدة مصوّرة أو مكتوبة بطريقة السيناريو يمكنها أن تنقل إلى الطفل مواقف وأفكاراً تتمسك بالمبادئ السامية وتنهض بالمثل العليا . وتقدّر جهود العاملين المخلصين والكادحين من أبناء الشعب والمنتجين، وتستطيع أن تربط قيمة الإنسان بمقدار عمله ونفعه لأهله وناسه ومجتمعه، بل تستطيع هذه النصوص الجميلة المؤثرة أن تنمّي الإيمان بالعمل الجماعي، وأن تشعر بالوشائج الأسرية والأهلية والوطنية، وأن تشدّ الأواصر وأن تنتصر للتضحية والفداء في سبيل الوطن، وتحقيق الوحدة العربية والسعي إلى تحرير أجزائه المحتلة! 
إن المجلّة الناجحة هي التي تغرس محبة الإبداع. 
وهي التي تقترب من عالم الطفولة الثر.. تخاطب الأطفال مع كل مرحلة معينة من العمر، هي مرحلة الطفولة التي لها سماتها وخصائصها وأحلامها مما يميّزها عن مرحلة الراشدين… 
ومن المأمول أن تتصدّى كل مجلّة طفلية إلى كل ما من شأنه أن يزيدها غنىً وفائدة ومتعة، وأن تقدّم للأطفال زاداً لا ينضب من المعارف العامة والأهداف النبيلة والتوجيه السليم في عالم يزداد حمقاً وغموضاً وتشويشاً وإيهاماً وتضليلاً (!) . 
من المأمول من مجلة الأطفال أن تخاطب بكل شفافية وصدق الأطفال في كل مكان.. 
من المأمول أن تضعهم على الطريق الصحيحة من أجل بناء الوطن .. ومن أجل التمسّك بأهداب
الإخلاص والعمل الدؤوب في دنيا المتغيّرات السريعة والهجمات الوافدة، والأفكار الشريرة الحاقدة!!. 
لقد تصدّرت مجلّة (أسامة) صحافة الأطفال في سورية، منذ الأول من شهر شباط عام /1969/ عن وزارة الثقافة، وما تزال تتصدّر المشهد الثقافي، ما تزال تسدّ الفراغ الكبير في مخاطبتها للأطفال العرب . 
مجلّة (أسامة) اليوم تتوقّف، وهي المجلة الأولى الهادفة القريبة من عالم الطفولة الثر، موضوعاتها الثقافية والاجتماعية والتعليمية تتسلّل إلى الأطفال من خلال القصص الموجهة ، والحكايات الطريفة , مع الصور المناسبة والمعبّرة، وبألوانها الزاهية تتسلل إلى الأطفال ، تتسلّل إلى القلوب والوجدان، مجلة ( أسامة ) اليوم صارت أكثر قرباً من عالم الطفولة . بل أشد التصاقاً بدنياهم ، ولها الفضل البارز في تعريف الأطفال في سورية بالقيم الأصيلة والتطلعّات العربية المشروعة من خلال القصّة والسيناريو المصوّر ، ومن خلال الأشعار والقصائد القريبة من دنيا الأطفال وعالمهم المميّز المثير ! ! 
  ويمكن القول هنا أيضاً: 
 إن صدور هذه المجلة واستمرارها ضروري , وقد أضحت مجلة (أسامة)  بثوبها الجديد, وإخراجها الأنيق, علامة فارقة في المشهد الصحافي الثقافي الموجه للأطفال كافة في سورية, وإن هذا العطاء المتواصل يزيد من ترسيخ الثقافة الموجهة لهذه المرحلة الحساسة للأطفال كافة, بل يسهم في بناء الجيل الواعد فكرياً وتربوياً وفنياً ويزيد من المحصول المعرفي لدى الأطفال في مراحلهم العمرية المتتالية. 
 لأن تجربة (المجلّة) تجربة طويلة, وهي اليوم تتقدّم خطوات وخطوات إلى الأمام, ذلك كلّه يرفد عالم الطفولة بكل ماهو مفيد وجديد, وهي اليوم حاضرة, ومثابرة يمكن أن نعتز بحقّ بهذا المنجز الثقافي المعرفي المستمر.. بل هي الزاد التربوي والتعليمي والوطني للأطفال على امتداد سورية العزيزة. 

نزار نجار
المزيد...
آخر الأخبار