يمكن القول بداية في صحافة الأطفال :
إنها أقوى سبيل – بعد الكتاب – في تعريف الصغار الحياة بأبعادها الماضية والحاضرة بل حتى المستقبلية ، ومنها يمكن للصغار أن يتحوّلوا من حالة التمركز حول ذواتهم إلى كائنات اجتماعية تتمركز حول الآخرين.
وهكذا تكون صحافة الأطفال قد أسهمت في تنشئة طفل مثابر ، طفل مخلص ، طفل اجتماعي ومتعاون مع الآخرين من حوله !
لذا يمكن الأخذ ببعض هذه المقترحات والتوصيات من أجل تنشئة أطفال قارئين متعلقين بالأثر المطبوع ، مندفعين إلى القراءة والفهم والتعلم :
-أجراء مسابقات ( في مجال الصحافة الطفلية ومجلة الأطفال)
وعلى الأقل مسابقة في كل عددين لتحقيق التواصل مع الأطفال جميعاً مع ملاحظة الجانب التشجيعي ، مثل تخصيص مكافآت مناسبة ، وجوائز معقولة (!) وهذا ما يحفز جمهور الأطفال ويدفعهم إلى البحث والكشف والمتابعة بعد الاطلاع والقراءة ،وقد تشيع المسابقات روح المنافسة الشريفة ، بل تذكي روح المغامرة والجرأة والإقدام (!).
-فتح الأبواب أمام المجلة أو الجريدة للقيام بتحقيقات ميدانية واستطلاعات لها علاقة بدنيا الأطفال وعالمهم وتوقهم وأحلامهم .
– نشر كراسات أو كتيبات داعمة ومرافقة لمجلة الأطفال ،لها علاقة بالقصة الطويلة والمغامرات المصوّرة والشخصيات المحببة للأطفال من رموز الأمة وأبطال الوطن ومغامريهم وعلمائهم وأذكيائهم .
– إشهار المجلة الموجّهة للأطفال وإطلاق أخبار عنها في الصحف السيّارة والمجلات التي يقرؤها الكبار مع تخصيص مساحة مناسبة في هذه الصحف مثل هذا الإعلان.
( صدر العدد الجديد من مجلة (كذا) وهو العدد (200) بتاريخ (00) ويتضمن : مغامرات – قصص- قصائد – ألعاب – تسليات- مسابقات – بأقلام الصغار) .
-تشجيع الكتابة بين صفوف الأطفال ، وذلك بإجراء مسابقات لهم في مجال : ( أكمل هذه القصة !) و( هل تستطيع كتابة هذه الحكاية بأسلوبك) و( انقد هذه الشخصية المصوّرة !)
– العناية والاهتمام بمضمون المجلة وإيصالها في الوقت المناسب لكلّ الأطفال أينما وجدوا .
– تقديم سياحة عربية في كل عدد من أعداد المجلة .
( هذا اليوم رحلة إلى دمشق – الفيحاء) و( هذا الشهر سياحة في قلب الكويت ) و( تعال نسافر إلى القاهرة ) ألخ .
-زيارات متعددة للمواقع المشهورة في سورية وخارجها .
( هيا نزر قلعة شيزر ) و( تعال معي إلى سهل الغاب ) و ( هل نذهب إلى عين الفيجة !) و( هيا بنا إلى زيارة يوسف العظمة !)
-تحقيق التوازن بين اللغة الفصحى الميسّرة وفنون القصة والحكاية المصوّرة مع مراعاة الأهداف التربوية والسلوكية وخصوصية القاموس اللغوي للأطفال !.
-الاهتمام بالتراث الشعبي ( إعادة قصص الحكواتي أو الراوي ) والتذكير بخيال الظل والدّمى والعرائس وصندوق الدنيا ، من أجل تلوين خيال الأطفال ، ورفع معنوياتهم الروحية وسلامتهم النفسية وتوازنهم الداخلي ، وبناء شخصياتهم على المحبة والتعاون والنشاط والمثابرة .
-المشاركة في تأليف النصوص الأدبية ( عقد علاقة بين كتّاب المجلة ومحرريها والأطفال ).
-ينبغي ألا تقتصر المجلة الطفلية على القصص المسلسلة والحكايات وبعض الأناشيد وتهمل جانب الثقافة الوظيفية المتمثلة بالزوايا العلمية والتدريبات العملية والنشاطات المبتكرة ..
-التخفيف من الترجمة والاقتباس والإعداد والاعتماد على الإبداع والابتكار والتجديد في الأسلوب وطرح الأفكار المستنيرة .
-زيادة أعداد المجلة المطبوعة لتصل إلى كل بيت ، ولا بأس من عرضها في أكشاك البيع والمكتبات حتى لا تظل وقفاً على التسويق المدرسي (!) .
وأخيراً :
إنّ التعهد بتوفير مستقبل أفضل للأطفال هو من أوليات أهداف الأمة في الوطن المتقدّم والأمنيات دائماً أن تتحقق ثقافة للأطفال سليمة ، معافاة ، وصحافة موجّهة سديدة تساير العصر الراهن من اجل أن تنضج أيام الطفولة في أفق واسع ، وأن تنمو في جو من الحرية والأمان من أجل أن يكون مستقبلهم هو الأفضل وحياتهم هي الأمثل .
نزار نجار