.. لأن مدينة سلمية بلد الفكر والثقافة والمحبة ، أحبت الشاعرة نعمى سليمان بنت الساحل السوري ، أن يتم توقيع ديوانها الجديد ، بعنوان / قصائد في هيكل النون / في سلمية وبجمعية عاديات سلمية .
جمعية عاديات سلمية بأعضائها ، واللجنة الثقافية فيها ، وبجو من المحبة والألفة والحميمية الصادقة ، وبحفاوة كبيرة استقبلت الشاعرة ، بأمسية الأربعاء الثقافي ، كانطلاقة متميزة مع العام الجديد ، وتم تكريمها من قبل الجمعية وعدد من الأدباء ، وتحدثوا بكلمات عنها وعن أعمالها ومناقبها ، ووقعت ديوانها الشعري الجديد .
عن هذا التكريم وتوقيعها لديوانها الشعري حدثتنا الشاعرة نعمى سليمان قائلة : جاءت مشاركتي في سلمية ، رداً مني لجميل هذه المدينة التي لاتزال تقدم لي الحب بهيئات مختلفة ، وكانت السبب في علو قصيدتي وكلمتي ، أحبتي في سلمية يربطني بهم حب وخيط من المحبة الخالصة ، وتجربة فريدة ومتفردة لي في مسيرتي في الأدب ، ولن تكون الأولى بل ستتكرر ، مع خالص محبتي .
هذا وألقت الشاعرة عدداً من قصائد الديوان الجديد / أبي ـ أمي ـ قصائد للفجر ـ مقام النون ـ ألواني والوطن ، وغيرها من القصائد .
ـ شادي أبو حلاوة ، رئيس اللجنة الثقافيات بالعاديات ، تحدث لنا عن هذا التكريم قائلا : تهتم اللجنة الثقافية من خلال برنامجها ، الأربعاء الثقافي ، بالإضاءة على تجارب الأدباء بسلمية وسورية ، وانطلاقا من ذلك وتكريما للشاعرة / نعمى سليمان / القادمة من بانياس ، تمت استضافتها لتوقيع ديوانها الجديد / قصائد في هيكل النون / بالتنسيق مع صالون محمد عزوز الأدبي للمساهمة في التواصل والتشارك بين الأدباء ولقد أنعشتنا وأسعدتنا ، الشاعرة نعمى ، القادمة كنسمة بحرية ، بحضورها الأنيق وشِعرها الجميل وألف مبارك لها ديوانها الجديد ، لقد كنا سعداء بهذه التجربة.
ـ الاديب مهتدي غالب ، تحدث عن الشاعرة قائلا : شاعرة النون ، اختارتني أباً واخترتها ابنة ، قصيدة شفافة كنبع ضياء ، أغنية هادئة ، كشمس الصباح ، دافئة كقيثارة محبة وعطاء .. صوتها غابات موسيقى .. وهديل .. حمائم الحروف ..
ابنتي الغالية نعمى ، يستبد بي الصمت وأنا أراك عروس المكان والزمان ، احتلتني لحظات طفرت فيها من عيوني دموع الفرح ، وأنا أرى القصيدة تتألق على أناملك وفي روحي جمالاً وشاعرية .. وتملأ فضاءات قلبي وروحي بصمت من روعة وبهاء حضورك .
حلقت معك في عالم أكتشفه للمرة الأولى عالم الأمل ، والسعادة ، والفرح ، بولادة كنوز القصيدة العفوية المحبة الإنسانية التي تتجلى في لحظات من سكينة واطمئنان آلهة التكوين من كاف ونون ، كاف الكتاب ونون القصيدة .
لك محبتي الأبدية ، لها .. لابنتي .. طفلتي ، أرسل بأجنحة قلبي ، ورد الكلمات والقصائد والجمال .
ـ الأديب محمد عزوز ، تحدث أيضا قائلاً : عنوان ليس غريبا ، وفي أرشيفي القريب ، دراسة مقتضبة لهذا العنوان في ملتقى بانياس الأدبي عام 2014 ، خمس سنوات أنتظر ليخرج عملها للنور بشكله اللائق ، انتظرت الشاعرة نعمى طويلاً ، ولم يكن مجرد انتظار ، بل عودة وتدفق وتغيير ، لأنها تعرف تماماً أن الكتاب مسؤولية كبيرة ، وليت الكثيرين والكثيرات يتعلمون منها.
ومجموعتها هذه / قصائد في هيكل النون / عمل شعري من 143 صفحة من القطع المتوسط ، صدر في وقت متأخر من عام 2018 ، عن دار دال للنشر والتوزيع بدمشق ، بغلاف جميل و/68/ نصاً شعرياً قصيراً في الحجم ، مهماً في المدلول .
دمشق وبانياس وجبلة وحلب لها حضورها في القصائد ، وكذلك سلمية لها حضور من خلال قصائدها / سلمية تسقي الكبرياء ـ مهتدي يا أبي / وإشارة في قصيدة / موج الحب / وأخرى في / اشتهاءات الأحلام ـ وقصائد للفجر / التي فازت بها بجوائز مسابقات العاديات لأكثر من دورة .
هي ذي الشاعرة نعمى سليمان ، وتلك قصائدها تصلي في محراب نونها ، قصائد تعبق بالأنوثة ، بالعشق ، بحب الوطن بكل تفاصيل جماله ، قصائد نعلنها ولادة في أوانها ، بعد أن صارت ولادات الشعر دون اكتمال ، وبعملية قيصرية ، يعيش بعدها المولود دون حياة ، قصيدة تعيش وتحيا ، لأنها تعني التجدد ، والشجرة التي تثمر في مواسمها ، تعانق الفصول عناق الأحبة ، وما أجمل أن يبقى الخريف والشتاء فصل بذار ، والربيع فصل خضار وثمار ، فصل عبق ويدوم .
ـ الشاعر فائق موسى ، تكلم عنها قائلا : قصائد في هيكل النون ، للشاعرة نعمى سليمان ، عنوان هذه الباكورة ، له دلالات كثيرة ، هي نصوص شعرية تعددت عناوينها ، لكنها بقيت تسبح في نهر واحد لأشجار الضفتين ، الدلالات ذاتها ، النون في العنوان أقرب ما في دلالتها أنها الحرف الأول من اسم الشاعرة ، وهي أيضا نون النسوة بدلالتها على أنها ، كاتبة الكلمات أنثى في كل ملكاتها ، الحسية والمعنوية والإحساس والشعور ، وهي أنثى الوطن ونونه التي تختم كل مشاعر الانتماء .
تبدأ المجموعة بنص / أبي / تخليداً لذكرى أب غادر وترك ابنة تفتقده في كل الأوقات ،ولكل عنوان في نصوص المجموعة دلالته وخصوصيته ، لكن المضامين الفكرية التي ضمنتها العناوين ، تختصر بالذاتية والوطنية والألم والأمل ، بالأمكنة التي تحمل ذكريات الشاعرة وحاضرها وشوقها ، وكل مكان له خصوصيته عند الشاعرة .
تغرقنا الشاعرة في بحر من الشوق والعفوية والفرح ، تسير بنا نحو الأمل ، بحروف من ضياء وطفولة ونقاء وحب وعشق تتماهى فيه الروح بصوفية خالصة .
كتبت الشاعرة نصوصها غير عابئة بالشكلانية التي يتخذها شعراء الحداثة ، فجاءت بشكل لا يتقيد بقيود النثر قصيدة النثر ، فالشاعرة تمزج بين الهمس والموسيقى ، وكأنها تريد أن تهمس بكلمات ، ثم ترفع صوتها بالغناء ، فيأتي مقطع موقع على لحن خفيف .
اللغة الشعرية استمدتها الشاعرة من معجم الوطن والأرض ، وعمدت إلى استخدام الانزياحات اللغوية ، وتراكيب متأصلة متخلقة بالتجديد والمجموعة الشعرية تفتح باب الأمل في ولادة شاعرة خصبة المعاني والصور والحياة .
حــسان نــعــوس