الصغيرة التي أحدثكم عنها ليست صبيةً حسناءَ ذات جمال آسر للقلوب والعيون (ومن رمشة عينها ترمينا) كما في الأغنية الشعبية ، ولا هي أسطوانة غاز عثر عليها مواطن في مركز توزيع بعد جهد جهيد ، فهلَّلَ فرحاً ورقص طرباً، وحملها إلى بيته هاشاً باشاً رغم أنها ناقصة وزن كبير !.
ولاهي علبة حليب أطفال كانت مقطوعة لحجج أوهى من خيوط بيت العنكبوت ، فحلَّت بالأسواق فجأةً بقدرة قادر ولكن بسعر جديد !.
وليست حبة البطاطا الغالية المدللة التي تجاوز سعر الكيلو منها ال 300 ليرة ، فعجز المواطن حبيبنا الصامد بوجه الأعاصير بشتى أنواعها وأشكالها ، عن شرائها وتقديمها إلى أطفاله كوجبة شبه يومية كما كان يفعل قبل جنونها السعري.
ولا هي بحبة البندورة الضرورية للطبخة ولغيرها من مستلزمات المائدة ، والتي تجاوز سعر الكيلو منها سقف ال 400 ليرة ، فصار شراؤها من المنغصات لرب الأسرة .
وإنما هذه الصغيرة ذات الفعل الكبير التي أحدثكم عنها اليوم – بعد هذا الإسهاب الطويل الذي أردناه تحليةً لهذه الزاوية وإن كانت مُرَّةً – هي حفرةٌ بزاوية الجزيرة الطرقية الممتدة أمام دار المحافظة ، باتجاه الساعة ، لا تتجاوز ابعادها نصف المتر ، ولكنها تشكل مصيدة لوسائط النقل العامة والخاصة ، التي تسقط فيها بعد انطلاقها عندما تفتح إشارة المرور ، فتتضرر تتضرراً جسيماً ، والتي تتسبب باصطدام بعضها إذا ما حاول سائقو الآليات التي تقف قبل تلك الحفرة الصغيرة تفاديها ، وقد حدث ذلك غير مرة !.
وبالتأكيد تركها على هذه الحال كمصيدة للسيارات ، ليس بالأمر الجيد ولا المستحب ولا المرغوب فيه ، ولا من النوع المحمود ، ولايدل على اهتمام الجهات المعنية بطرقاتها وشوارعها ، ولا رغبتها بخدمة مواطنيها وحمايتهم من أي أذى.
ولهذا لابدّ من ردمها ب( قفَّة ) زفت ، فهي لا تحتاج لأكثر من ذلك ، كي ينتفي خطرها ويزول مفعولها الضار الكبير .
ألم نقل لكم بدايةً ، إنها صغيرةٌ ولكنَّ فعلها كبير ؟!.
ولعله من المفيد أن تُردمَ أيُّ حفرة في شوارع حماة عروس العاصي الفاتنة ، الرئيسية والفرعية ، وبشكل خاص تلك المحددة كمسارات وخطوط لسرافيس النقل الداخلي ، وتسوَّى مع الأرض لا تنخفض عن مستواها ولا ترتفع عنها ، حرصاً على المواطنين الذين تكفيهم الهزات المالية والمعيشية من جراء ضيق ذات اليد والغلاء الفاحش ، وسياسة الحكومة الاقتصادية ، التي أفقرت المواطن وجعلته بلا ريشٍ ويتساءل على مدار الساعة ، ما الذي ستنتف فيه عندما يعنُّ على بالها النتف !
* محمد أحمد خبازي