كثيراً ما نقرأ كلمة ( المغادرون ) في بوابات المطارات ، وكثيراً ما نقرأ كلمة ( القادمون ) في البوابات الأخرى ، فكم هناك من فرق شاسع وكم هناك من معاناة مؤلمة وكم هناك من انتظار مختلف ….
فما أحلى وأمتع لحظة لقاء الأحبة ، وما أصعب وأشقى لحظة وداع الأحبة عند سفرهم ورحيلهم ، فعندما تأتي لحظة الوادع لا يستطيع الإنسان فعل أي شيء أو حتى قول أي شيء ، سوى ذرف الدّموع التي تنهمر من عينيه انهماراً شديداً لتصبح العينان جمرة حمراء ما أظلمها من لحظة ما أقساها بين اللحظات ! ولكن هذه هي الدّنيا سنعيشها على ما هي ، كم من النّاس لم يستقروا في بلدهم بعد ! وكم من النّاس لم يستطيعوا العيش مع أهلهم ، وكم من الناس يضعون نصْب أعينهم (الغدُ المأمول) إلاّ أنهم مكابدون ومتأمّلون بالاستقرار في حياتهم فقلبهم يزخرُ بالأحلام الصّادمة والتي تملاً حياتهم نشوة تعينهم على حبّ الحياة . وكم من مرّةٍ طرحنا هذا السؤال المكرّر دائماً ( لماذا ) ولكن الآن قد وجدت الإجابة ، وهي هذه الدّنيا وهذا واقعنا فمتاع الحياة الدّنيا قليل جدّاّ ، فالدنيا عبارة عن عجلة لا تكفّ عن الدّوران ، يوم سعيد ويوم عسير ويوم معتدل ، حقاً إنّ هذه الدّنيا متاع الغرور .
لينة محميد دبيس
المرأة العربية