هكذا مضى واحد من المؤتمرات النقابية العمالية ، من دون طلب زيادة في الراتب أو حتى تكرار المطالب المعهودة من كرت لباس وتعويض غذاء وكأننا نعيش الحالة المثالية ، وأن رواتبنا تكفي وتزيد وقد تحققت كل المطالب ، ولم يعد لدينا إلا التفكير كيف نطور عملنا ومؤسساتنا ، فهذا هو الهدف من هكذا مؤتمرات .
ما يثير الاستغراب !
إلا أن أكثر ما يثير الاستغراب أن مسؤولاً رفيع المستوى بشرنا بذلك المؤتمر أنه تم إعداد مذكرة تفصيلية لرئاسة مجلس الوزراء عن تفاصيل الواقع المعيشي.
دون خط الفقر
وقد أوردت معلومات غير حكومية أن مستوى متوسط دخل الفرد في سورية هو أدنى مستوى في العالم أي بعد كل دول العالم الآسيوية والأفريقية والنامية والنائمة والتي عانت ويلات الإرهاب والحرب .
وهذه المعلومات تتحدث عن متوسط ، أي إن الملياردير وما فوق دُمج مع المديونير وما دون .
متوسط دخل الموظف !
والسؤال الذي يُطرح :لو أن هذا التقرير تحدث عن متوسط دخل الموظف في القطاع العام ففي أي شيء سنتحدث ؟
إن خط الفقر محدد لمن يعيش بدولارين فما دون باليوم أي ألف ل.س
وما دون ..
أتراها تصل لكل الموظفين وبعض العقود وتحدد بـ/16/ ألف ل.س كعقود الشبيبة ووكالات التعليم ! !
ماذا يكفي ؟
ولنفترض أن وسطي الرواتب هو /30/ ألف ل.س يتقاضاها رب الأسرة المفترض أن وسطيّها هو /6/ أشخاص وأنه أراد أن يشتري سندويشة فلافل لكل شخص ، نعم سندويشة فلافل وسطية غير فاخرة وبذلك سيدفع /1200/ ل.س ثمنها ليحصل على ما يشبه ( ترويقة ) أي لا غداء ولا عشاء ولا فطور ولا لباس ولا طبابة ولا مواصلات .. وبدون كل ذلك هو دفع أكثر من دخله اليومي بـ /200/ ل.س
أسئلة موجعة
وإن كنا سندخل إلى الأسئلة الموجعة سنتساءل كيف يستطيع هذا المواطن أن يستأجر منزلاً بكامل الراتب أو ضعفيه ويبقى صامداً حتى آخر الشهر في وجه متطلبات الزوجة والأولاد ؟
وما الذي يمكنه فعله وهو الذي آثر البقاء في وطنه وعمله إيماناً بهما .
واقع
منذ أكثر من /4/ سنوات نشرت احصائية مفادها أن الأسرة السورية تحتاج /200/ ألف ل.س وسطياً في الشهر ،إن اقتصرت على الأساسيات ،والواقع أن حالنا لا يحتاج لا لمذكرات ولا لمداولات ونعتقد أنه يجب على الحكوكة أن تنتبه له وتصلحه قبل أن يصل للحضيض ،لا أن تحاول إنعاش من قضى نحبه ولقي وجه ربه !
ما المطلوب ؟
من المؤكد أن المطلوب واضح ــ نظرياً ــ لإصلاح شأن العامل والموظف ، فالزيادة مهما بلغت لا يمكن أن تسد الرمق حتى لو وصلت إلى خمسة أضعاف …
أحمد عبد العزيز الحمدو