رأي : ثقافة ما بعد الحربْ

كثُرٌ من يردّد : لم يعد الجحيمُ مجهولاً ! فهو يشبه هذا العالم الذي نعيش فيه .

حالة حرب يوميّة يعيشها المواطن الفقير .. هذا المواطن ضحية قد لايشعر بعضهم بهذه الحالة تماماً لكنّنا و في حصار الحرب الحمقاء و حصار الموت الأكثر حُمقاً نراها ونلمسها يوميّاً _ عن قرب _ و أمثلة كثيرة مستمرة بالتناسخ والتكاثر ..  قاسٍ و حرام كل ذلك .. نعم حرام هذه الـ ( لا مقدرة ..) على الإنصاف فالكمّ كبير من الضعف و الاستضعاف والقهر أشد إيلاماً من قلة المال ..
بعد السّنة الثامنة من حرب أجهضت أحلام الشّعب بحياة متوازنة عادلة و واعية و الطموح للقمة العيش و أبسط سبل العيش بات حلما ً لجميع السوريين الواعيين حقيقة أمتهّم عامّة و سوريتّهم خاصة ولاسيمّا بعد حرب استمرت سنوات و تستمرّ … الطموح لمسؤولين يتواجدون ميدانياً في كل مدينة ليس في العاصمة و حسب بل في الحي والشارع والمدرسة والجامعة والسّوق والمشفى والمصنع و الدوائر الخدمية، يراها بين الأطفال اليتامى ، بين الشباب الطموح المتألّم على طموحاته التائهة ، بين المسنين الباكين على ما فات من مؤونة العمر القليلة ، بين عائلات الشهداء الثكالى ، والجرحى الموجوعين …  
الطموح لبلد قوية متكاملة اقتصادياً و عسكرياً و ثقافياً و اجتماعياً يشاهدها المواطن عن قرب ويصافحها ويشكوها همومه بل ويشاركها في الحل لكل مشكلة تعترض حياة المواطن من خلال العمل بفكر و عقلية جديدة تتناسب و متطلبات الواقع و برفقة أشخاص ميدانيين بين الناس ومع المواطن الذي كفاه ما كفاه…
فالمأساة الحقيقة عندما يكون الأشخاص المسؤولون في كل مكان في حالة اللامسؤولية والاهتمام بمن حولهم … أشخاص ليس لهم أيّة علاقة بالمسؤولية الوطنيّة تجاه أخوة في الوطن يعيشون حصار اللاماء و لاكهرباء ولامحروقات وغيرها الكثير.
ما لم تتضافر الجهود بين فئات المجتمع كافة لضرورة عمرانه ولا يمكن أن نعيد ما خسرناه فقد بات المواطن في كل بقعة من البلد بأحوج حاجته لمسؤولين بلا مكاتب وأبواب مغلقة وسيارات مفيّمة تحجب عنهم واقع المواطن المؤسف والمزري …
الذهنية والعقلية هي التي يجب أن تتغير وتتبدل في فن الإدارة، علينا أن نبدأ بأنفسنا في الإدارة المحلية وكافة الإدارات في مؤسسات الدولة ، وأن يكونوا في خدمة الوطن والمواطن على أرض الواقع.
الضغط المعيشي خاصة في فصل الشّتاء الذي خيّم على الناس ببعض من كآبة شمسه المختبئة يعكس على المواطن هموم لم يكن بالسهل تجاوزها كالتدفئة و الكهرباء .
نعم لا بدّ من الحلم و الأمل و إن كنّا في صلب و وسط ميداننا المتعب بفوضى الحرب و جنونها إلّا إنّ الميدان هو الذي يخلق السياسة والمعرفة في كل المجالات ، وبالتالي في اكتشاف الطرائق في حل مشكلات المواطن .
رندة عبيد

المزيد...
آخر الأخبار