على ضفاف العاصي : هي ذي حلب «مهرجان الثقافة ..مهرجان الحياة»

كم عليّ أن أشكرَ الشعرَ لأنه دائما يتيحُ لي الالتقاء بمن أُحب من أبناء وطني العظيم ..فكيف وهو يتيح لي زيارة مدينة قلت غير مرّة ومن على غير منبر إني مدين لها في كل الأشياء الجميلة التي مرّت وستمر في حياتي ..حلب المنتصرة دائما حتى وهي في فترة سيطرة أبناء العتمة على الكثير من أحيائها . حلب المنتصرة فكانت تلقم أطفالها نهدها الطافح بالضوء وبالنور لترضعهم أبهى مفردات الانتماء للخير وللحب وللسلام
حلب مضت كأخواتها من المدن السورية تجاه الضوء وهي تسخر من القتلة ..من عجزهم ..من هشاشة ثقافتهم وفهمهم للحياة وللحرية و للدين ..لله
نعم ..حلب التي زرتها مشاركاً في فعاليات (مهرجان الثقافة ..مهرجان الحياة) والذي دعا إليه – اتحادنا – اتحاد الكتاب العرب بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانتصار هذه المدينة الباذخة وإعادة تأهيل فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب , وأيضاً مشاركاً في فعاليات مديرية الثقافة في حلب – المركز الثقافي في الصاخور , وكما شرفني أن كنت ضيفاً على صالون الشاعرة أديل برشيني ونخبة من رموز الشعر والفكر من الأصدقاء والصديقات ..
حلب التي زرتها هذه المرة بصحبة ورفقة صديقين .. أخوين من مدينتي التي أحب – حماة – وهما الشاعران معاوية كوجان وأنس بديوي ممثلين عن أدباء مدينتنا ضمن وفد اتحادنا – اتحاد كتاب سورية – إلى حلب واحسب أننا مثلناهم خير تمثيل .
سرّنا جداً أننا وقفنا معاً كأدباء ورددنا نشيد النصر بحضرة من يليق بهم النصر من أبناء مدينة النصر، مدينة حلب التي أتينا إليها لنؤكد لأهلنا هنا حقيقة مفادها أننا اليوم مَثَلنا كمثل أبنائنا وأخوتنا في القوات المسلحة خضنا وسنبقى نخوض معركة الحياة معركة الثقافة وسننتصر لأن ليس سوى النصر أمامنا نحن أبناء سورية .
حلب الطافحة بالحب وبالعقل وبالثقافة ..حلب الملتقيات والصالونات والمنتديات الثقافية الأهلية والرسمية , حلب المجبول ترابها اليوم بطهر دماء أبناء سورية كل سورية من رجالات جيشنا العظيم ..هي دماؤهم من رسمت لنا طريق الحياة ..طريق الثقافة ..طريق النصر ..
دماء أبناء سورية التي أريقت طهراً ونسكاً وتعبداً على تراب حلب فنبتت نجوماً وأورقت أقماراً وأثمرت شموساً تضيء الدرب لأبنائنا ..لأهلنا ..أهل العراقة والتاريخ ..أهل حلب
أتينا لنؤكد للعالم كل العالم حقيقة مفادها أننا كأدباء من مختلف مدن ومحافظات الجمهورية العربية السورية حضرنا لنؤكد أن المعركة هي معركة ثقافة الحياة والخير والجمال والنور والسلام والتاريخ نخوضها معا كسوريين في مواجهة دعاة ورعاة ثقافة الموت والشر والقبح والظلام والخراب ..
هي ذي الحقيقة الواضحة والصريحة والمعلنة ..
حقيقة أننا أبناء سورية ..سورية النور والشمس والتاريخ كنا وسنبقى لأننا دعاة سلام و خير ..
كيف لا ونحن سلالة قمح وماء ونور
تحية لحلب ..
لرجال الحق الذين رسموا لنا ملامح طريق مهرجاننا هذا (مهرجان الثقافة ..مهرجان الحياة) لجرحانا جرحى جيشنا الذين دفنوا بعض بعضهم وعادوا (ببعض أطرافهم) إلى أمهاتهم أولياء وأنبياء وقديسين والمجد للشهداء في العلا وعلى أرواحهم السلام .

عباس حيروقة

المزيد...
آخر الأخبار