تحلّ علينا ذكرى الثورة، فتستعيد الذاكرة مشاهد البطولة والتضحيات، ويعود نبض الحرية إلى المدن التي صنعت فجر التغيير. وفي مقدمة هذه المدن، تقف حماة، مدينة الفداء، شامخة رغم الجراح، عصية على الانكسار، شاهدةً على وحشـ ية الطغـاة وإصرار الأحرار.
لم تكن حماة يومًا مجرد مدينة، بل كانت رمزًا للصمود، وقبلةً للأحرار الذين آمنوا بأن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع. فمنذ عقود، دفعت المدينة ثمنًا باهظًا في سبيل الكرامة، يوم ارتوت أرضها بدماء أبنائها في مجـ ازر لا يزال صداها حيًّا في الذاكرة. ومع انطلاق الثورة في 15 آذار، لم تتأخر حماة عن النداء، فكانت في طليعة المدن التي رفعت راية التحرر، واحتضنت الثوار الذين زحفوا إليها من إدلب وحلب، لتشكل معهم لوحةً من التلاحم الشعبي الذي أرعب الطغـاة وأحيا الأمل في النفوس.
لقد كان استقبال أهالي حماة للثوار مشهدًا يُجسّد معاني النخوة والتآخي، حيث فتحت البيوت أبوابها، وتعالت الهتافات في ساحاتها، وكأنها تعلن للعالم أن صوت الشعوب أقوى من أي اسـتبداد. ولم تكن هذه اللحظات مجرد لقطات عابرة، بل كانت تأكيدًا على أن الثورة لم تكن حركة عابرة، بل مسيرة مستمرة نحو وطنٍ يتسع للجميع، وطنٍ تُحترم فيه الكرامة، وتسود فيه العدالة.
اليوم، ونحن نحيي ذكرى الثورة، نقف بإجلال أمام تضحيات حماة، وأمام صبر أهلها الذين لم ينكسروا رغم الألم. إن نضالها لم يكن عبثًا، وإن دماء شهدائها لم تذهب هباءً، فالشعلة التي أوقدوها ما زالت تنير درب الأحرار، والطريق الذي رسموه سيؤدي حتمًا إلى النصر.
حماة.. سلامٌ عليكِ في كل ذكرى، وعهدٌ بأن تضحياتكِ لن تُنسى، وأن الثورة التي كنتِ جزءًا منها ستظل مستمرة حتى يتحقق الحلم الذي ضحى من أجله الأبطال.
#حماة_الفداء
#15_آذار_ثورة_شعب