درست الصف العاشر في ثانوية تبعد عن بيتي مسافة عشر أغانٍ لفيروز، أعيدها كل صباح دون ملل ، أدرسها بدقة ، وأحفظها عن ظهر قلب ، إحداهن «زعلي طول أنا وياك»، الأغنية التي تبدأ بطول القطيعة، النسيان الفاشل، العتاب، ثم تنتقل بخفة لتتحدث عن وفائها، انتظارها، فشوقها، رغبتها بسهرة حب، وكأن شيئاً لم يكن!
اندفاع المراهقة دفعني لتحدي الحب الأول، الزعل الأول، وجملتها «ما بقدر قول»، أقسمت يومها أني أكثر قوة من فيروز حين أحب، أكثر عزماً بالشد على يد من أحب، وأكثر لؤماً حين أنسى، حذفت الأغنية ثائراً ، وبقيت مجموعتي تسع فقط.
اليوم، بعد سبع سنوات من ذلك أسمع الأغنية، بعاطفة موجعة، بلا قوة، بلاعزم، وبلا لؤم، أعتذر لفيروز، أصب لها النبيذ، أشعل شمع الليل، نغني معاً :
«اكتبلك ع ورقة حتى ما قول، مابقدر قول، ياريتك مش رايح، ياريتك تبقى، تبقى ع طول» .
سامح جمال