محطات لا تعرف الهدوء يا زوّادة المتعبين

مُرتبك حتى الولاء في حبك يا وطني .. مطعون من كل جهاتي المرجوة نحو الأفق القرمزي .. تلك أناشيدي يرتلها كل الأطفال .
إنها حماة الديار .. عليكم سلام ..
تعشق وجهك الطالع من هموم الأرض المشتاقة للمطر .. كل العيون ترسم في المدى عطاءات القلب الذي توله حباً بين الجماهير المعبرة عن فرحها الأسطوري ، كل الألسنة .. تلهج باسمك ، كل الينابيع .. تغسل وجهك المغبر .. من عطش التاريخ الذي اهترأت صفحاته .. لأنها لم تحفر اسمك المندى ، وتقبل جبينك المرصع بشمس المسافات القصية .. فكيف لا تكون ياوطني .. أنت القضية ؟ ! وعنوان الأغاني .. وتراتيل المعابد وشهقة الصباحات الماطرة ! ياأيها الولاء الذي أولم الفرح .. وأغدق العطاء ، ولملم بيديه النديتين دمع الشهداء .. وروض بالعناد جبابرة الذين لا يقهرون غلا بالكلمة الصادقة . والسيف المنجرد من غمده ! فكنت الكلمة الموقف .. والسيف المشرّع في وجه الباطل .. في زمن كثرت فيه الأبطال .. !
ــ حنانك ، ياوطني المزنر بالرجولة ، المسيج بالإباء .. المعطر بدماء الشهداء .. الملفلف بالعز والكرامة ! ها هي الوجوه البريئة شاخصة إليك ، ترنو ، قلوبها تخفق محبة ، وعيونها تبرق ألقاً وسناء .
كلها خرجت إليك وبصوت مضمخ بالولاء قالت : أنت الذي علمتنا .. كيف الحروف نغمغم ، أنت الذي ربيتنا بشذى المحبة ننعم . أنت الذي شغل الوجود عتاباً . بك يا وطن الخير والعطاء نستجير ، وبحماك نروع خوفنا الطويل ، وبشموخ نسورك ، تهرب الخفافيش التي لا تظهر إلا في غبش الليالي .
لك وحدك ياوطني نكتب القصيدة ، نغني الأغاني وننشد الأناشيد الوطنية .. وبالدماء نروي عطاش المواسم الآتية . هات يديك على مرسح الدّبكة ، نعلن للملأ .. أن وطناً مشنشلاً بالرجولة .. محروس بالهمم الصارخة ..
( لك القليل يابلادي )أنت ولائي .. ومدادي ، وأنا اليوم أنادي .. يابلادي .. يابلادي .. !
يازوّادة المتعبين ، وإصرار القادمين من حقول التعب ، ياصباحاً .. ترتاح لبسمته الحساسين ، وتزقزق لانتصاراته .. العصافير الحائمة ..
ــ أنت الوجود وشاغل الدنيا يا وطني … أنت عناوين القصائد والخواطر .. والقوافي التي أشبعت من رويّ ألفاظها الراقصة ، فكيف لا تكون أحلى القصائد وأنت هموم الأجيال المتعاقبة ، وكروم تتدلى منها .. العناقيد .. والهضاب المزروعة بالسنابل .. لك المجد .. ياوطن الحضارات ، وياأبجدية الزمان .. وشهوة المجاذيف إلى البحار الدافئة … يا درب الحرير.
لك وحدك ياأيها الصّهيل القادم من ساحات المحبة ننشر ببارق العز .. وتصيحُ في وجه القمم : .. نحن الشموخ ، وروعة الفصول ، ورقصة البيادر .. ورفوف السنونو .. !
فتعالي .. يا روعة اللحظات نصحُ .. على إيقاع النشيد ، نشيد بلادي
حماة الدّيار .. عليكم سلام .. ونقف باستعداد .. حتى النهاية ؟ .

خضر عكاري

المزيد...
آخر الأخبار