صفة البخل هي من أحقر الصفات الذميمة في الإنسان وهي تتنافى مع الدين ويرفضها المجتمع خصوصاً بخل الرجل على زوجته وعياله واما الحرص فهو زيادة في البخل ايضا والحرص الشديد على الشيء , والالحاح في طلبه لا يخلو منه كل بخيل فهو زيادة في الحرص والاستقصاء في طلب الشيء مهما كان تافها وحيازته والاستئثار به , والحرص يقود الى سوء الظن ومنع الحقوق كما يقود الى الشح والإفراط في الحرص على المال،. ويُعدُّ البخل أحد الثمار التي تنتج عن الشح، ويقود الى طريق البخل، و يكمن الشح داخل النفس، فالشخص الذي يبخل يُطيع شحه، ومن لا يبخل فقد أفلح وتمكّن من التغلب على شحه،
وعادة نرى ان الشخص الشحيح: هو شحيح بالمودة ايضا والاندماج بين الناس ،. ومن المعروف ان ترتبط صورة البخل بالمال بصفة الشح .وّ الشح غريزة مجبولة في الإنسان ،ملاصقة لصاحبها ، وعادة ما يكون موطنها القلب، وعندما يستولي الشح على القلب يقل إيمان صاحبه في طاعة الله تعالى.
مادعاني لأدبج مقالتي ما تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي من أن بعضا من سكان أحياء المدينة قد شكا أن رائحة كريهة تنبعث من بيت من جواره ولما حضر اولي الشأن وجدوا جثة رجل عجوز قد تفسخت بسبب موته منذ عدة أيام . الى هنا الخبر عادي , لكن اللافت بالأمر ان المتوفي كان يمتهن التسول منذ عدة سنوات ويشفق عليه الجيران من طعام ولباس ويعيش على عطاء المحسنين ويدعي الفقر وفي أثناء تفتيش بيته وقد كان يعيش فيه وحيدا كان أن وجدوا مبالغ ضخمة من الأموال بالعملة الوطنية والصعبة مع حجج ملكية عقارات وأراضي وبستانين وله أولاد وقد هجرهم وقيل عنهم من بخله وهجروه…واللافت انه كان يسكن بيت من البلوك المتهالك ويفترش الأرض… .
وقبل مدة قرأت في إحدى الصحف المصرية: أن زوجة في القاهرة أقامت دعوى قضائية أمام المحكمة، تطلب (الخلع طلاق )، وقالت: إنه بعد زواج دام خمسة وعشرين عاماً، والعيش في ظروف صعبة وتحمل مشقة العمل، وعناء الأبناء وسط الحياة القاسية، اكتشفت صدفة أن زوجها الذي يدعي الفقرقد تعدت ثروته خمسة ملايين جنيه، إضافة إلى عقارات وأراض – انتهى. الخبر
قال “ص” : ((اتَّقوا الظلم؛ فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، واتَّقوا الشحَّ؛ فإنَّ الشحَّ أهلك من كان قبلكم ولا يجتمع شحٌّ وإيمان في قلب رجل مسلم أبدً
روى لي أحدهم أن بخيلا وشحيحا في آن واحد كان قد قصده فقيرا يطلب منه عودا لينكش سنَه وقد رآه يفعل ذلك بأسنانه وكان العود من نبتة الخلين التي تنتجه زهراتها وتنفع في معالجة الكلي بعد غليها والزهرة الواحدة لها من العيدان ماتكفي للاستعمال لنكش الاسنان لمدة طويلة فتصوروا و قد بخل عليه بالعود يحكى عن ابن ذاك البخيل ان اباه لما مات وجدوا على السقيفة عنده شوالين من الدرب الأحمر تحوي من زهر الخلين وعلق احدهم قائلا أن المرحوم لو عاش عمر نوح أو قيض له ان يعيش ويشهد قيام الساعة لما نفذت نكاشات الأسنان عنده لكنه بخل بعودة منها فتصور يا رعاك الله
فاطمه الكردي .