كثيرة هي السلوكيات التي بتنا نقوم بها ولم تكن مألوفة من قبل بغض النظر إن كانت صحيحة أم لا وبغض النظر عن الآثار التي قد تسببها منها إقامة حفلات أعياد الميلاد في رياض الأطفال هذا الأمر، الذي أصبح مألوفاً لدى غالبية الأسر بعد أن انتقلت العدوى بينهم لابل أصبحنا نراهم في سباق حقيقي ومنافسة لإقامة الأجمل والأفخم مع التقاط صور تذكارية ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وصرف مبالغ كبيرة قد لا تتناسب مع الأوضاع المعيشية لغالبية الأسر وبالتالي هذه الحفلات لا تروق لهم وهذا حكماً سينعكس سلباً على نفسية أطفالهم .
تقول السيدة نها محرز: لم أعوّد أطفالي على إقامة حفلات أعياد ميلادهم في الروضة ولكن فوجئت بأن إقامة حفلات أعياد الميلاد من نظام الروضة لذا كنت مضطرة لإقامة حفلة لابنتي ولكنني حاولت أن تكون بأقل التكاليف فقد صنعت قالباً من الحلوى في المنزل واشتريت العصير ولكن لم تنته الحكاية وذلك بعد أن أقامت إحدى العائلات الميسورة حفلاً لابنها بدت عليه مظاهر البذخ والترف وتم توزيع الهدايا لكل الأطفال في الروضة مع الحلوى والسكاكر ما أثار الغيرة عند طفلتي التي بدأت بتوجيه اللوم والعتب بأن عيد ميلادها لم يكن جميلاً وطالبتني في العيد القادم أن يكون عيد ميلادها شبيها بعيد ميلاد زميلها في حين أنا لست قادرة على إقامة حفل مشابه.
أما سوسن وهي أم لطفلين فلا ترى مانعاً من إقامة أعياد الميلاد لأبنائها في الروضة كمحاولة منها لإسعادهم وإدخال الفرحة إلى قلوبهم وليس بهدف الاستعراض والبذخ الذي تتسم به غالبية أعياد الميلاد التي تقام في الرياض
حيث قالت: أحاول أن أبتعد عن الإسراف وعن المبالغة في التكاليف أكتفي بشراء قالب الكيك وتحضير أصناف بسيطة في المنزل فالمهم هو لمة الأطفال مع بعضهم البعض.
وليس المهم التكاليف العالية التي ترهق الأسرة وهنا ترى سوسن بأنه من الضروري أن تقوم إدارات الروضات بوضع سقف لتكاليف الحفل أو تحدد نظاماً معيناً يناسب جميع الأسر ،بحيث نكون قادرين على إسعاد الطفل لا أن نتسبب له بمشكلات نفسية ونكون سبباً في خلق الغيرة في نفوسهم.
الآنسة مارينا محمود مديرة إحدى الرياض قالت :أحياناً نقف عند رغبة الأهل في أن يجمع عيد الميلاد أطفالهم مع رفاقهم فلم نستطع منعها إلا أننا قمنا بتحديد نظام معين وحددنا المواد والأطعمة والكميات التي يمكن للأهل شراؤها وحددنا أن يكون عيد الميلاد للأطفال في المرحلة الواحدة أي ليس لكل أطفال الروضة كل ذلك لتخفيف التكاليف قدر الإمكان على الأهالي .
أما الآنسة فاطمة درويش وهي مديرة إحدى الرياض قالت نجمع الأطفال الذين تصادف أعياد ميلادهم في كل شهر ونقيم حفلاً عادياً وبتكاليف قليلة وبذلك نخفف من الأعباء على الأسر ومن جهة ثانية نفرح الطفل وندخل البهجة إلى قلبه .
رأي أهل الاختصاص
الأخصائية الاجتماعية سعاد موسى قالت:
للأسف أصبحت تقليداً ووسيلة للتباهي والتفاخر ونوعاً من البريستيح ولكن بكل الأحوال الأمر يعود إلى الأهل والوضع الاقتصادي لهم ورغبتهم في إقامة حفل لابنهم أم لا فهذه الحفلات تسعد الطفل وتدخل البهجة في نفسه وتنمي الروح الجماعية وتجعله يفرح مع أقرانه إلا أن المبالغة فيها تخلق الحسد والغيرة في نفوس الأطفال الآخرين لذا الاعتدال هو خير الأمور فالمبالغة في البذخ والتكاليف تجعل من الطفل لامبالياً ومستهتراً وفي الوقت نفسه حرمان الطفل من عيد ميلاده سيؤثر على نفسيته.
ولكن بكلمة واحدة نقول إن المغالاة بإقامة الحفلات لا تعد تعبيراً عن حبنا لأطفالنا
نسرين سليمان