أنا كَمْ بكيتُ
أنا كَمْ بكيتْ
يقولُ السِّراجُ لحائطِ
بيتي ويصفنُ
يبكي طويلاً … طويلاً
ويُرْدِفُ : مَنْ…مَنْ
رماني إليكَ ..عليكَ
إذا ما ادلهمَّ الظَّلامُ ؟؟!!
سأرقُصُ وحدي إلى
أن تصيحَ
كشيخِ الطريقةِ :
إنّي انتشيتُ
…انتشيتْ .
يجيءُ الظلامُ ..
فَيَهْرُبُ ظِلُّكَ نحوي
ويذوي
وتَرجفُ كَفُّكَ
..روحُكَ
تَصْرُخُ في وحشةِ الكونِ :
هلْ من سراجٍ
يجيءُ إليَّ
وفي راحتيهِ فتيلٌ ..
وزيتْ
أنا كَمْ بكيتُ
أنا كم بكيتْ ..
أجيءُ إليكَ
فأمسحُ صدْرَكَ
.. وجهَكَ
أقرأُ فَوقَ جبينكَ
بعضَ القصارِ من
السُّور المنتقاةِ
لأُبعدَ عنكَ المآسي
العجافَ التي تتراكمُ
في كلِّ بيتْ
أنا كم بكيتُ ..
أنا كمْ بكيتْ
يقولُ السِّراجُ ويصغي
إلى قلبهِ
ثمَّ يرقصُ ..
يرقصُ
يأتي صدى صرخةٍ
من وجيبِ حشااااااهُ :
أنا يا صديقي
دووووونكَ
ميتْ
أنا مَنْ رماني
إليكَ ..عليكَ
فرفقاً بظِلِّي إذا
ما بلحظةِ سُكْرٍ
عليكَ ارتميتْ
يقولُ السراجُ
ويَجْهَشُ مثليْ :
أنا كَمْ بكيتُ
أنا كَمْ بكيتْ .
عباس حيروقة