علم النفس : انفصام الشخصية أسـبابـه ـ أعراضـه ـ علاجــه

الأمراض النفسية قديمة قدم الإنسان لكنها لم تكن معروفة بين الناس فقد كانوا ينسبونها إلى المزاج السيء أو التعقيد وغيره.
اليوم ومع تقدم العلم وتعقيدات الحياة أصبحت هذه الأمراض واقعاً يحتاج للاهتمام من قبل الجميع أخص بالذكر مرض ( انفصام الشخصية ) فما هو هذا المرض وما طرق الوقاية منه ؟.. التقينا الدكتور مجيد سلوم الاختصاصي بالأمراض النفسية عضو الجمعية العالمية للطب النفسي فحدثنا قائلاً: الفصام مرض بعيد عن تعدد الشخصية، الكلمة مشتقة من اليونانية تعني اضطراب في السلوك والأفكار والانفعالات الصادرة عن الشخص وجميعها أمور غير مألوفة يترافق ذلك مع تجارب غير طبيعية كالتوهمات وتقدر نسبته بـ 1% وهي نسبة ثابتة عالمياً.
أضاف الدكتور سلوم قائلاً: تلعب الوراثة دوراً كبيراً في الإصابة بالمرض إضافة للعوامل المحيطة كالتربية مفرطة الحماية أو القاسية جداً أو إعطاء أوامر متعاكسة من الوالدين وهو أمر شائع في مجتمعنا إضافة للتعرض لضغوطات متكررة منذ الطفولة.
يترافق هذا المرض عضوياً مع النواقل الحيوية العصبية وأهمها ( الدوبامين )
أنواعه
والحديث للدكتور سلوم: للفصام أشكال عديدة وتقسيمات متنوعة أبسطها فصام ذو مظاهر إيجابية يترافق مع هلوسات وهي أن المريض يسمع خلالها أصواتاً مختلفة فنراه يحدث نفسه أو توهمات تأخذ أشكالاً عديدة كاعتبار المحيطين به أعداء له، أو اضطراب سلوكي واضح كالهياج والعدوانية وغيرها من التبدلات السلوكية الغريبة أو اضطراب واضح كأن يتحدث بموضوع آخر غير المحكي مع عدم قدرته للوصول إلى نتيجة في نهاية الحديث فهو أصلاً لايعرف مايريد.
ـ وهناك الفصام ذو المظاهر السلبية حيث يعطينا غرابة في السلوك مع سلبية وسخافة في الحديث أما الانفعالات فتكون باردة مهما كان الحدث ساخناً إضافة إلى تبلد بالمشاعر وإهمال واضح للذات وللمظاهر ونقص في الدافع للحياة وتراجع الإنجازات الوظيفية التي كان يقوم بها سابقاً.
وتابع الدكتور سلوم قائلاً: إن هذا المرض يبدأ في مراحل العمر كافة لكن على الأغلب يكون في سن المراهقة ويظهر بشكل تدريجي خاصة ذو المظاهر السلبية بينما ذو المظاهر الإيجابية يبدأ بعمر أكبر قليلاً وبشكل مفاجئ كأن يبدأ بالضوجان ويشعر بتكسير جسمه ويتصرف بشكل غريب وغير مألوف بالنسبة له.
علاجه
من المهم جداً عرض المريض على طبيب نفسي مختص فالحالة بحاجة إلى علاج دوائي بأيد خبيرة إضافة إلى العلاج النفسي القائم على دعم وتشجيع المريض من قبل الأشخاص المحيطين به، كما أنه من الضروري إبعاد المريض عن الضغوطات والصدمة النفسية قدر الإمكان.
أخيراً أقول :
كلما كان العلاج مبكراً ودقيقاً ومنتظماً تكون النتائج أفضل وذلك لأن المريض يميل للإدمان والدخول بنوبات مختلفة الشكل والطبيعة.
سوزان حميش

المزيد...
آخر الأخبار