دمشق فيك وإن يبكي بك الوجع
مهوى لروحي وأوجاعي ومنتجع
تركت فيك مشاويري وأوردتي
وللطفولة عمر فيك مقتطع
تزهو بها صوراً مرآة ذاكرتي
ظلت على قسوة الأيام تتسع
يا غوطة الشام يوم الزهر موعدنا
مع الفراش صبايا الشام نجتمع
بيض كمثل زهور اللوز ضاحكة
يسبيك في ضحكهن الثغر يلتمع
غيد وزهر جمال زاد بهجتنا
والحب يمرح في الدنيا ولا تسع
طاف الجمال يحابي في سلافته
أهلاً له بمدى إحساسهم برعوا
ثوب الجمال كسا الدنيا بلمتنا
فلا موانع فيما بيننا صنعوا
يا نزهه العين يا شامي التي عقدت
ميثاق حب بقلبي ليس ينتزع
شامي التي نضرت دنياي رؤيتها
وكلما زلت عنها قلبها يقع
لا يجهد المشي دهراً صالحيتها
تجري الحياه بألوان وتبتدع
و بالكمال أو الهافان جلستنا
نحسو الحديث وكأس الشاي يستمع
وان مشيت بأسواق السقوف ترى
من كل ما يشتهى فيها وينتفع
وإن دخلت بسوق الظل باذخة
تزهو تغني بها الأشياء والسلع
فخراً أزور صلاح الدين ممتطياً
جواده وبسيف الذود يندفع
مازرت جلّق إلا زرت يوسفها
في برلمانه أشكوه وأستمع
ياقصر دمر ما أغلاك منتزها
فالحسن ملء عيوني أينما تقع
مناظر تسلب الألباب يقظتها
وليلها سهرة الأحباب تجتمع
إن المحبه في قلبي يضمخها
عطر الشآم فلا غلٌّ ولا طمع
خمسون عاما وما زالت صداقتنا
شعر الخلود يناجيها فتبتدع
تسقى وتروي صفاء الحب من بردى
من نبعه العذب تجري في دمي ترع
حسَّ الجمال أنا استوفيت من بردى
فظلَّ ذاكرة للقلب ينتجع
لا يقنع الشوق عن شوق إلى بردى
إلا بوعد على لقياه يقتنع
ياأيها الشوق لاتطغى بغربتها
على المعنَّى الذي في قلبه الولع
تمو الكردي (أبو العطاء)