يقول هازي لابين ، وهو كاتب إسرائيلي للأطفال :
-كنت أسأل نفسي باستمرار ماذا يمكن أن أقرأ لو كنت طفلاً أعيش مثل هذا الواقع (؟!!).
ثم يضيف :
-نحن نعيش في زمن صراع مع العرب .
نعيش فيما يمكن أن نطلق عليه (حقول الدم) ولهذا نجد أنّ من واجبنا أن نبتعد عن كتابة القصص الجميلة التي تتحدث عن الفراشات والأزهار وزيت الزيتون النقي (!!) إنّ هذا سيوقعنا في كارثة نحن في غنى عنها ، ترى ماذا سيكون موقف الطفل الذي تفاجئه الحرب وهو يقرأ قصة عن الطائر المغرّد ؟! ماذا سيفعل ؟
لاشك إنه سيفقد ثقته بنفسه و.. ينهار ..
وهذا تضليل لا يمكن أن نسمح به (!!) .
ومما يجدر ذكره هنا أنّ الكاتب هازي لابين كان قد خدم في الأركان العامة الإسرائيلية ، وكان متخصصاً في الشؤون العربية ، كتب عن الجيش العربي السوري أبحاث ومقالات ، وكتب أيضاً عن الحرس الوطني الأردني (!!) وقد صرح أكثر من مرة أنه يريد أن يكتب للأطفال من أجل أن يخلق الجيل الذي سينتقم له ، الجيل الذي سيأخذ بالثأر (!) ( أي ثأر هذا ؟!!! ) وهذا الجيل هو مئات الألوف من القراء الأطفال الذين يتهافتون على قراءة كتب ( هازي لابين ) !!!
* * *
كلام كثير وتنظير .. وآراء .. أدلى بها ( لابين) حول أدب الأطفال الإسرائيلي !! وماذا يمكن أن يكتب في هذا المجال (!) .
* * *
وهنا كاتب ثان هو : شراجا أغافني ، باحث في الكتاب المقدس ، كان يكتب باسم ( ساريج) أي الشبكة القوية الفعّالة .
بطل قصصه هو ( واندين ) أو ( الطفل الخفي) وقد كتب مغامرات .
وكتب قصصاً جاسوسية وجهها إلى الأطفال وإلى الشباب وكتب معها حكايات وقصصاً أيضاً مأخوذة من التوراة ، ومما قاله :
-حين تكون إسرائيلياً يجب أن تتحمّل مسؤولية عظيمة ، فنحن شعب الأنبياء (!!!) ويجب أن نكون مثالاً ونموذجاً ، وعلى الطفل – كل طفل- أن يكون مثل بطل القصة ، يتعلم منه الحب والولاء للوطن .. وعليه أن يسخّر إمكاناته كافةً من أجل أهله ووطنه وأصدقائه ومجتمعه (!!) .
* * *
ومن المفيد أن أذكر هنا الكتاب الذي صدر باللغة الإنكليزية بعنوان “ تحيتي وسلامي» ومن هذا العنوان تبدو الطريقة المرسومة التي يوجّه إليها أطفالهم ، وكيف يرون عملية السلام (!!!)
لقد بذلت جهود كبيرة من أجل هذا الكتاب ، وهم ( الناشرون) يخططون بعناية لحصار العقل البشري على المستوى المحلي والعالمي معاً وبأساليب متنوعة ومتعددة .
وهذا الكتاب ( تحيتي وسلامي ) طبق فيه الكاتب يعقوب زيم» الإسرائيلي فكرة ليست جديدة اقتبسها من كتاب لكاتبة عربية معروفة منى سعودي» أخذ الفكرة بحذافيرها ، واقتبس كل الأفكار من كتابها شهادة أطفال العرب في زمن الحرب (!!!) .
في كتاب ( منى سعودي ) رسوم للأطفال العرب الذين يعيشون في مخيم البقعة في الأردن ، هذه الرسوم أُخذت أمثلة حيّة عن تصوّر الطفل العربي للحرب والسلام ، والكفاح من أجل استرداد الجولان واسترداد الحق والأرض والكرامة (!) .
لكن ( يعقوب زيم ) جمع رسومات الأطفال اليهود والأطفال العرب مع ( تغليب ) الرسوم اليهودية ، ثم ترجم مختارات شعرية لـ ( يوريل أوقلك) من العبرية إلى الإنكليزية حتى ترافق الأشعار الرسومات الموضوعة (!!)
والكتاب يحمل قيمة دعائية ويُعدّ وثيقة خطيرة تعلن للعالم –مع الالتواء والمواربة والتظاهر بالحب – إنّ طبقات المجتمع كلها وفئات الناس على اختلافهم تفكر بالسلام وتنتظره بفارغ الصبر .
وذلك عن طريق الطفولة البرئية التي يكون مجال تصديقها وفاعليتها في مخاطبة العقل الإنساني أكثر قدرة من المخاطبة المباشرة (!!!) .
* * *
يقدّم الكتاب بعض المقولات على النحو التالي :
-طفلة تقدم موضوعاً من الورق المقوّى عن معدات الحرب والدمار الذي تخلفه الحرب (!!)
– طفلة أخرى قالت : إنها لن تفزع من الإرهابيين ثم كتبت هذه الملاحظة
الذكية ( عندما يأتي السلام لن نضيّع المال في تسليح الجيوش بل سنشتري أبقاراً كثيرة لمزارعنا )!!
-أطفال توقعوا هدايا عظيمة وهبات وفرصاً لزيارة الآثار في مصر ( الأهرامات) أو زيارة جبال الأرز في لبنان أو منطقة البتراء في الأردن أو قلعة حلب في سورية أو أماكن جميلة في دمشق (!!!)
-رسم أحد الأطفال شجرة الأصل !! وهذه الشجرة تبين أن العرب واليهود فرعان في الشجرة الكثيفة المورقة نفسها التي جذعها سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام .
* * *
هل هذه المزاعم حقيقة أم أوهام ؟!
وهل الأطفال العرب متساوون في الحقوق مع الأطفال اليهود !!
لكنها لعبة الحرب والسلام .. لعبة المناورة التي يتقنون صنعها ويصدرّونها إلى العالم (!!!)