لم يكن أدب الأطفال إلاّ فرعاً من فروع الأدب ..
لم يكن له إلاّ جمهور متميّز .. هم الأطفال..
وهو بالتالي ينفرد بخصائص معينة تميّزه عن أدب الكبار ، من حيث مراعاته لحاجات الأطفال ، وقدرات الأطفال وأحلام الأطفال.. ثم من حيث خضوعه لفلسفة الكبار في تنشئة أبنائهم..
وفنّ الكتابة في أدب الأطفال فنّ صعب والصعوبة تأتي من جوانب متعدّدة أهم مافي ذلك (البساطة)!
ومن المعروف أنّ أبسط الفنون الأدبية على القارىء أصعبها على الكاتب(!!)وأنت حين تكتب فنّاً سهلاً فإن الأمر يتطلّب أن تتوفّر لديك قدرات أكبر(!)الأديب ـ الكاتب الذي يتصدى لمهمة الكتابة للأطفال يكون أسيراً لشروط مختلفة أولها:
ـ أن يتوافق النتاج الأدبي مع قدرات الأطفال وحاجاتهم!!
ويمكن أن نبين مدى صعوبة تحقيق ذلك إذا تذكرنا أن الطفل مايزال غامضاً أمام الكبار!!
وحتى اليوم لم تنته البحوث العلمية والنفسية إلى تفسير كثير من جوانب سلوك الطفل وتصرفاته وطفولته وأحلامه!! وعلى أية حال فإن لكلّ مرب تجربته..
ولكل كاتب أسلوبه وطريقته..
ولقد دأب المختصون في مجال أدب الأطفال على إصدار قوائم في القصص التي تلائم كل سن لقراءتها..(!)
وهذه الطريقة في التوجه إلى الأطفال لها أثرها البالغ الحميد ولها فائدتها المؤكدة في دفع الأطفال إلى القراءة والتعلق بالأثر المطبوع(!)..
فالكتاب خير صديق للإنسان
الكتاب له أثره وحضوره في كل زمان ومكان..
لذا .. فلنحسن الاختيار..
الكتاب هو الأثمن دائماً .. وحين يقرأ الأطفال بجد وحماسة نصل إلى أعلى درجات المسؤولية لأن كثيراً من النتاجات الأدبية لم تكتب لهم في الأصل، لذا لابّد من البحث الدؤوب عما يشبع خيالهم، ومايرضي توقعهم ومايلبي حاجاتهم..لابدّ من البحث عمّا يناسبهم، ومسؤولية الكبار مسؤولية غير عادية في اختيار الكتب والمجلّات والمطبوعات لتصل إلى الأطفال الذين هم أغلى أمانة وأثمن وديعة بين أيدينا..
ولابد أن يلح كاتب الأطفال على إبراز الجانب الإنساني دائماً لابد أن يظهر التعامل مع الطبيعة واحترام العلم وتقدير الكبار ومعاداة قوى الظلم والشر ،والانتصار دائماً للخير ، والمحبة ، والتعاون،.. ولايمكن أن ننسى ـ هناـ أهمية التراث الشعبي بل تراث الشعوب جميعاً فهو غني بالمواقف،غني بالقيم والمثل العليا . ومادام الإنسان يؤمن بشعبه فلابد أن يحترم رموزه وتراثه. لابد أن يقدر أعلامه ورجاله .. مع الحرص أن تبعدهم عن الخرافات والحكايات الشعبية المبتذلة التي لاتصلح لهم لما تنطوي عليه من قيم غير مرغوب فيها..
التوجه إلى الكتابة للأطفال وأدب الأطفال يحتاج إلى دراية وتمحيص .يحتاج إلى تدقيق شامل ورؤية متكاملة وهو لن يكون ـ هذا التوجه ـ مجرد صرعة أو تقليد عابر أو ادعاء في الفراغ أو استسهال واستخفاف.. بل هو مسؤولية كبرى..
والأدب بعامة لم يكن إلا أدباً مسؤولاً لم يكن في يوم من الأيام لعبة لم يكن إلا تعبيراً فنياً صادقاً عن الحياة والوجدان من خلال أبنية لغوية فنية ، لم يكن إلا التزاماً بالناس والمجتمع..
وأخيراً ..
الأطفال يمثلون المستقبل ، الأطفال يمثلون أمل الأمة المنشود الأطفال هم رجال الغد نرى في عيونهم الآتي ..نرى ما يبشر بالأفضل والأمثل والأروع .. والأجمل..