هو ربيع الحياة, لذلك جاء عيدها في أول فصل الربيع عطاء متجدد ودائم ليل نهار, عطاء بلا حساب وإلى الأبد، من دون منّة أو حسابات مستقبلية, لاتريد أي مقابل لخدماتها الجليلة, وواجباتها العظيمة, هذه الأم (القديسة) بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، يجب علينا نحت تمثال لها كتعبير بسيط عن إجلالها واحترامها, هي التي قدمت ـ ولمّا تزل ـ الكثير من الشهداء مضحية بفلذة كبدها مقابل حب الوطن, فأعطت أغلى ماتملك.
قالوا عنها الكثير من العبارات والجمل الطويلة والقصيرة, وكتبوا عنها الكثير من أبيات الشعر والقصائد الكاملة (الأم مدرسة, الجنة تحت أقدام الأمهات, نبع الحنان والطيب،.. تحدثت عنها القصص والروايات, وكذلك الأحاديث الكريمة.
من أجل تكريمها جعلوا لها يوماً واحداً في السنة, ولكن في الحقيقة كل الأيام لها، تفعل أي شيء من أجل إسعاد أولادها, وهي مثال للصبر والتفاني, ينامون وهي ساهرة على راحتهم , تجوع حتى يشبعوا، تكدّ وتتعب حتى تضمن لهم المستقبل المشرق، هي كل الأمان وراحة البال, وتعدّ المعلمة الأولى لأبنائها من دون منازع, ألّفوا وكتبوا وغنّوا لها تعبيراً عن اهتمامهم بها، فهي ركيزة الأسرة وعمادها, حبّها غير مشروط بأي شيء, ووظيفتها أصعب وظيفة في الكون، فهي مصدر الحياة والنعيم الذي نعيشه, ومصدر السعادة والهناء والعطاء والطمأنينة.
فعلينا الاهتمام بها ورعايتها حتى آخر الزمن, وعلينا طلب الرضا الدائم منها, وإدخال الفرحة لقلبها عرفاناً جزئياً منّا, عسى ولعل نوفّيها جزءاً يسيراً من حقها علينا, فقد رآنا قلبها قبل أن ترانا عيونها, وشكراً لمن قال:
وفي ظلام الليل أم يفوح حنانها
لو لم يكن لي رب أعبده لعبدتها
إلى كل الأمهات الفاضلات وإلى أمي التحية الدائمة.
مجيب بصو